اتهم القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان إسرائيل بـ”المماطلة”، محذرا من أن مسار المفاوضات غير المباشرة معها “لن يبقى مفتوحا بلا أفق”.
وردّا على سؤال خلال مؤتمر صحفي في بيروت، مساء الثلاثاء، قال حمدان “إسرائيل ليست معنية بوقف العدوان ولا بإطلاق سراح الأسرى”.
وأضاف “نؤكد للصهاينة وللولايات المتحدة أن ما عجزوا عن فرضه في الميدان، لن يأخذوه بمكائد السياسة، مهما كانت أشكال التحايل والضغوط التي يوظفونها”.
وتابع “تم خلال اليومين الماضيين (في القاهرة) تقديم رؤية الحركة وموقفها من المقترح الذي قدَّمه لنا الوسطاء المصريون والقطريون نهاية الأسبوع الماضي، وأكدنا فيه شروطنا في وقف إطلاق النار، والانسحاب الكامل من القطاع، وعودة النازحين إلى المناطق التي نزحوا منها وخاصة إلى الشمال، وتقديم المساعدات والإغاثة الكافية والإعمار”.
واستدرك “لن نسمح بأن يكون مسار المفاوضات مفتوحا بلا أفق مع استمرار العدوان وحرب التجويع ضد شعبنا، أو غطاء لمواصلته ارتكاب المزيد من جرائمه بحق المدنيين العزل، أو لكسب الوقت للمضي في حرب الإبادة ضد شعبنا”.
وشدد حمدان على أن “أمريكا لا تمارس ضغوطا جدية على إسرائيل لوقف إطلاق النار”.
ورأى أن “الإدارة الأمريكية ورئيسها (جو) بايدن شخصيا لا تزال شريكة شراكة كاملة للاحتلال في حرب الإبادة الجماعية التي يتعرّض لها شعبنا في غزة، مما يحمّلها المسؤولية السياسية والحقوقية والأخلاقية والإنسانية عن نتائج العدوان وتداعياته”.
وقال حمدان “تعاطينا بروح إيجابية ومرونة عالية مع مقترحات مصر وقطر في كل مراحل التفاوض، إلا أن (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو يواصل تهرّبه وعدم مسؤوليته أمام جمهوره، لحسابات سياسية شخصية، تكشف خوفه ورعبه من مستقبله السياسي ومرحلة ما بعد الحرب”.
وأكد أن “حماس عملت بكل جدية وإصرار للتوصل إلى اتفاق لوقف العدوان، وتكثيف دخول المساعدات والإغاثة، وعودة شعبنا إلى المناطق التي هُجّروا منها وخاصة في الشمال، وانسحاب الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة”.
وقال حمدان إن “المساعدات التي تم إنزالها من الجو (في غزة) من عدة دول، هي خطوات مُقدَّرة، لكنها لا تلبي إلا النذر اليسير من حاجات الناس في ظل حجم الكارثة”.
ودعا الدول والحكومات الداعمة لحقوق الفلسطينيين إلى “إيجاد طرق أكثر نجاعة لإيصال المساعدات، وضرورة فتح المعابر لإدخالها برا، مع التأكيد على ضرورة إيصالها إلى الشمال الذي تتفاقم فيه المجاعة”.
وحث الدول العربية والإسلامية على “التحرك العملي والجاد لوقف ما يتعرض له شعبنا من جريمة إبادة جماعية، والعمل بشكل جاد على التنفيذ الفوري لقرار القمة العربية الإسلامية في 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، الذي أكد على كسر الحصار الصهيوني”.
كما ناشد حمدان الشعوب العربية والإسلامية “مواصلة كل أشكال التضامن والتأييد والدعم للشعب الفلسطيني وأهلنا في قطاع غزة، والاستمرار في الخروج بفعاليات ومظاهرات شعبية واسعة تنديدا بجرائم الاحتلال وعدوانه، وضغطا على الحكومات لاتخاذ مواقف فاعلة وقوية ضد الكيان”.
الجزيرة+ وكالات