بعد سجنها لثلاثة أيام مع بداية العدوان على غزّة، ها هي الباحثة والمغنية الفلسطينية تقبع في منزلها تحت الإقامة الجبرية فيما تتلقّى يومياً تهديدات بالقتل ويتعرّض منزلها للحصار من قبل مستوطنين
بصوتها ومشروعها الغنائي، تشكّل الباحثة والمغنية الفلسطينية دلال أبو آمنة مصدر قلق للصهاينة. فهي تعرف كيف توجعهم على طريقتها، وخصوصاً حين جالت على مدى سنوات على معظم الأراضي الفلسطينية المحتلة بطريقة تقارب تلفزيون الواقع، بمرافقة كاميرات وموسيقيين موهوبين وفلسطينيات مسنّات أدّين معها أغنيات من تراث البلاد المسلوبة والمنهوبة، من القدس إلى الجليل والضفة الغربية وصولاً إلى القرى المتاخمة للجنوب اللبناني… وبعد نجاح مشروع «يا ستي»، تلقّفه تلفزيون «العربي» ليصبح برنامجاً بعنوان «مشوار ستي» استمرّ في الأرشفة والتوثيق لتاريخ وتراث فلسطين. وفي غضون ذلك، كانت المحاولات الإسرائيلية تفشل تباعاً في نسب الصوت الماسي وصاحبته إلى الكيان الغاصب المارق. وبعد أيام من بدء العدوان الإسرائيلي على غزّة، كتبت صاحبة أغنية «عين العدرا عينّا» على مواقع التواصل الاجتماعي: «لا غالب إلا الله». جملة كانت كفيلة باعتقالها ثلاثة أيام في السجن الانفرادي، لتخرج بعدها بجهود محاميتها عبير بكر التي نصحتها بإصدار بيان توضيحي والابتعاد عن الظهور الإعلامي، لكي لا تعطي للعدو ذريعة واهية جديدة. ومع ذلك، لم تسلم أبو آمنة من التطرّف الصهيوني، إذ عندما عمدت مجموعة من المستوطنين العنصريين تنظيم تظاهرات أمام منزلها في مدينة الناصرة، ورفع شعارات تحرّض على قتلها مع محاولة إزعاجها المستمرّة عبر قطع الكهرباء والماء عن بيتها بشكل مقصود، فيما تتعمّد الشرطة الإسرائيلية تجاهل الأمر المتعمّد من قبل شرطة الاحتلال لكل التحرّكات القانونية المتواصلة من قبل محاميتها. ومن جهة ثانية، أصدر أصدقاء دلال بياناً إعلامياً تلقّت «الأخبار» نسخة منه، ينذر بخطر تعرّضها للتهديد بالقتل ويشير إلى «تعرّض منزلها للحصار من قبل مستوطنين في العفّولة جنوبي مدينة الناصرة»، شارحاً حقيقة نيات الاحتلال الخبيثة، ولا سيّما أنّه سبق أن وضعها «على لائحة المطاردة قبل الهجوم على غزة لتكون الحرب بمثابة ذريعة للنيل منها… لذا اقتحمت القوّات الإسرائيلية منزلها وألقت القبض عليها وسجنتها لثلاثة أيام خرجت بعدها لتوضع تحت الإقامة الجبرية». ويلفت البيان إلى استمرار «حملة التحريض والتهديد من قبل مستوطنين صهاينة يتجمّعون بشكل دائم أمام منزلها ويرفعون الأعلام الإسرائيلية ويتوجّهون إليها وإلى عائلتها بالشتائم والكلمات النابية، فيما حاولوا مراراً اقتحام المكان بعد تخريب مدخله».
قطعت السلطات المحلية الإسرائيلية الماء والكهرباء عن المنزل
من جانب آخر يكشف البيان عن الخطوات القانونية التي اتخذتها المحامية عبير بكر، موضحاً أنّها «توجهت إلى الجهات الإسرائيلية الرسمية، من القضاء إلى الأجهزة الأمنية، لوضع حد للحملة العنصرية المتعاظمة ضدّ أبو آمنة، وأصبحت تشكّل خطراً عليها وعلى عائلتها… فقد قطعت السلطات المحلية الماء أكثر من مرة عن منزلها وعطّلت الكهرباء، وهي تشارك دائماً عبر بعض موظفيها في تشديد الحصار، فيما تحضر الشرطة الإسرائيلية إلى منزلها لتقف إلى جانب المتظاهرين من دون أن تقوم بأي عمل يمنع تهديد الفنانة بحياتها بل تساعدهم على تحرّكهم».
وأخيراً، يدعو البيان المنظّمات الدولية الإنسانية وجمعيات حقوق الإنسان وجمعيات ونقابات الفنانين في العالم العربي والعالم والمؤسسات الطبية ومراكز الأبحاث العلمية للتحرّك من أجل إنهاء محاصرة منزل أبو آمنة التي تقبع تحت الإقامة الجبرية وتمارس عليها شتى أنواع الضغوطات بغية ترحيلها، لمحاولة وقف أعمال الشغب والتظاهرات ومنع المستوطنين الاقتراب من البيت.
الاحبار