في الذكرى المئوية لميلادها، تُكّرم مغنية الأوبرا الشهيرة ماريا كالاس بطرق مختلفة بدءاً من تخصيص أمسية احتفالية لها وصولاً إلى بثّ رسيتال يتضمّن غناءً لهذه الشخصية الساحرة في مجال الأوبرا، في حين يتطلّع المقرّبون منها إلى إنشاء متحف مخصص لها في باريس.
رأي مغنيتي سوبرانو بكالاس
تشهد أوبرا باريس السبت أمسية ستحييها الأميركية الكندية سوندرا رادفانوفسكي والجنوب أفريقية بريتي يندي اللتان ستؤديان مجموعة من الأعمال الاوبرالية التي اشتهرت ماريا كلاس بأدائها بينها “كاستا ديفا” من أوبرا “نورما” لبيلليني و”فولي فولي” من أوبرا “لا ترافياتا” لفيردي.
وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، تشير رادفانوفسكي إلى أنّها تعلّمت من كالاس “جمالية العبارات والموسيقى” و”التزاوج بين العزف والغناء”، واصفةً صوتها بـ”القاتم” و”المرن”.
وتضيف “تجرّأت ماريا على أن تكون مميزة في الأوبرا”.
وتقول مغنية السوبرانو بريتي يندي التي قدّمت في أيار الفائت غناء أوبرالياً خلال احتفال تتويج الملك تشارلز الثالث “في كل ما أنجزته كالاس، وخصوصاً في أوبرا بل كانتو، كانت تضيف لوناً جديداً وأسلوباً مختلفاً في التعبير عن نفسها لم نرَه لدى أحد من قبل”
متحف في باريس؟
يرمي صندوق هبات أُنشئ بمبادرة من المقرّبين من كالاس عام 2017، إلى “إبقاء ذكرى المغنية حيةً” و”جمع كل الأرشيف والوثائق والأغراض التي كانت تملكها وتشتتت في مزادات”، على ما يقول رئيس الصندوق توم فولف لوكالة فرانس برس.
ويضم الصندوق “150 رسالة، و5000 صورة، وسبعة فساتين ومجوهرات ارتدتها المغنية على المسرح، بينها ما ارتدته في آخر أوبرا توسكا أدّتها في باريس”، بالإضافة إلى “أكثر من 300 ساعة من الموسيقى” (تسجيلات غير منشورة، تدريبات، رسيتالات…).
لكنّ كل هذه الأغراض لا يمكن عرضها لعدم وجود مساحة مخصصة لذلك. ومن هنا، برز هدف إنشاء متحف يضم كل هذا الأرشيف في باريس، حيث عاشت كالاس خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة من حياتها. وسيشكل المتحف أيضاً “مكاناً يمكن لكتاب السير الذاتية والموسيقيين والمغنين الاستعانة به في أبحاثهم، وموقعاً تعليمياً عن كلمات الأغاني”، على قول توم فولف.
ولم تثمر مساع انطلقت عام 2021 لتحقيق هذا الهدف.
فيلم لحفلة مهمة
قدمت كالاس عروضاً ثلاث مرات على مسرح قصر غارنييه أبرزها سنة 1958 خلال ريستال صوّرته إدارة البث الإذاعي والتلفزيوني الفرنسية وعُرض على محطات أوروبية عدة بالتزامن. ومن بين أبرز مَن حضر هذا الحدث الموسيقي جان كوكتو ودوق ودوقة وندسور وبريجيت باردو.
حُوّل الرسيتال الممتد على ثلاث ساعات إلى فيلم بالألوان بعنوان “كالاس، باريس 1958” (يُعرض السبت والأحد في نحو مئة دار سينما بفرنسا)، تولّى إخراجه توم فولف الذي أخرج أيضاً فيلم “ماريا باي كالاس” (2017).
وتمكّن فولف مع فريقه، من إنجاز عمل ملوّن يُسمع فيه صوت كالاس بنوعية جيدة، باستخدام بكرات أفلام 16 ملم وأشرطة صوتية مغناطيسية، عثر عليها سنة 2021.
وتظهر المغنية في الفيلم مرتدية فستاناً أحمر أنيقاً وواصعةً مكياجاً أزرق على عينيها، وهي تؤدي “ميزيريريه” من أوبرا “تروفاتوريه” لفيردي أو الفصل الثاني كاملاً من “توسكا”.
وصُوّرت في باريس خلال الخريف، مشاهد من فيلم يحمل عنوان “ماريا” من إخراج بابلو لاران وبطولة أنجلينا جولي. ولم يُحدّد تاريخ طرحه بعد.
متحف في اثينا
افتُتح حديثاً في أثينا متحف مخصص لكالاس يضم أكثر من 1300 قطعة (كتب، مقطوعات موسيقية، فساتين) من مرحلة إقامتها في اليونان.
ويشهد مسرح لا سكالا في ميلانو حتى 24 نيسان، عرضاً يصوّر المغنية من خلال عدد من المبدعين المعاصرين.
وتضمّن عرض بعنوان “كالاس إن كونسرت” عام 2018، ظهوراً لكالاس على المسرح ضمن صور ثلاثية الأبعاد، برفقة فرقة أوركسترا. وأقيم هذا العرض على مسارح كثيرة بينها “لا سكالا” ومسرح “ميتروبوليتان” وقاعة بلييل للحفلات الموسيقية في باريس.