الكل يبحث عن 6 رجال وسيدة.. اختفاؤهم يثير الحيرة في تركيا

استحوذت حادثة الاختفاء على اهتمام الشارع الفلسطيني في الأيام الماضية، باعتبارها “سابقة” لم يسجل مثيل لها خلال السنوات الأخيرة، وبحسب مصادر فلسطينية فقد اختفت آثار 5 في مدينة إسطنبول، وسادس في ولاية قونيا، وسابع قرب الحدود مع اليونان.

منذ مطلع أيلول الماضي اختفى 7 مواطنين فلسطينيين في تركيا “واحدا تلو الآخر”، وبينما لم ترد أي معلومات بشأن مصيرهم حتى الآن، تقول السفارة الفلسطينية في أٌنقرة إنها تكثف اتصالاتها مع السلطات في البلاد، في مسعى للوصول إلى أي “بادرة أمل”.

واستحوذت حادثة الاختفاء على اهتمام الشارع الفلسطيني في الأيام الماضية، باعتبارها “سابقة” لم يسجل مثيل لها خلال السنوات الأخيرة، وبحسب مصادر فلسطينية فقد اختفت آثار 5 في مدينة إسطنبول، وسادس في ولاية قونيا، وسابع قرب الحدود مع اليونان.

وعرف من بين المختفين: الطبيب محمد سلهب الذي ينحدر من مدينة الخليل، الشاب أحمد القيشاوي، الشاب علاء الدين عبد اللطيف محمد حمادة، ناهض صابر الكفارنة، عبد الرحمن يوسف محمد أبو نواه، والسيدة فاطمة جيتاوي.

وذكرت مصادر إعلامية لموقع “الحرة” أن عائلات بعض المختفين وصلت إلى تركيا خلال الأسابيع الماضية، وخاصة أولئك الذين ينحدرون من منطقة الضفة الغربية، بينما لم تتمكن عائلات آخرين من الوصول، بسبب وجودها في قطاع غزة المحاصر.

وكان ناشطون فلسطينيون نشروا صوراً للشبان والسيدة المذكورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأرفقوا معها أرقام اتصال من أجل الحصول على أي معلومة تتعلق بمصيرهم.

“ننتظر معلومات”

وتحدث موقع “الحرة” مع السفير الفلسطيني في تركيا، فائد مصطفى، ويقول: “للأسف حتى الآن لا يوجد أي جديد، وننتظر معلومات من السلطات التركية المختصة حول ظروف اختفاء مواطنينا”.

ويضيف مصطفى: “قمنا بتقديم كافة المعلومات المتوفرة لدينا للسلطات التركية حول مواطنينا المختفين، والجانب التركي يؤكد لنا أنه يتابع هذا الموضوع باهتمام كبير”.

ويشير السفير الفلسطيني في ذات الوقت إلى أنهم يتواصلون مع أهالي المواطنين المختفين.

ويوضح أن “المواطنين المختفين هم من الضفة الغربية ومن قطاع غزة، وقد اختفت آثارهم في مناطق جغرافية مختلفة في تركيا. جزء منهم في إسطنبول وجزء في قونيا، وجزء على الحدود التركية اليونانية”.

وكانت أولى حوادث الاختفاء تلك الخاصة بالشاب محمد سلهب، الذي فقد الاتصال معه في مدينة قونيا، في الثالث من سبتمبر الحالي.

ووفد سلهب إلى تركيا قبل سنوات طويلة من أجل دراسة الطب في جامعة سلجوق، وقالت عائلته قبل أيام لوسائل إعلام تركية إنه تحدث مع شقيقه على الهاتف قبل ساعة من اختفائه.

وذكرت وكالة “الأناضول” شبه الرسمية: “لقد كانت محادثة عادية كالمعتاد. سألنا عن الوضع، وتحدثنا عن الحياة الطبيعية، ولم يكن يساوره أي قلق. لقد كان بالفعل ذاهبا إلى المسجد مع خطيبته”.

وبينما لا تزال فرق الشرطة التركية تحاول العثور على طالب الطب الفلسطيني المفقود (27 عاما)، وصل إلى قونيا قبل أسبوعين والده وأخاه، بغرض البحث عنه.

وقال والده للوكالة: ” أتينا إلى تركيا لأننا لم نتلق أي معلومات حتى الآن. نحن قلقون للغاية، وفي وضع صعب. جئنا لمتابعة جهود البحث”.

“خلية أزمة”
في الوقت الذي لم يتم فيه التوصل إلى أي خيط يتعلق بملابسات اختفاء المواطنين الفلسطينيين، شُكّلت في الأيام الماضية “خلية أزمة” لمتابعة عمليات البحث والكشف عن مصيرهم.

وجاء تشكيل الخلية بعد اجتماع ضم مسؤولين في وزارة الداخلية التركية ووزارة الخارجية مع المسؤولين في سفارة فلسطين في العاصمة أنقرة.

ويقول حازم عنتر أحد أعضاء “خلية الأزمة”: “نتوقع أن تصل توضيحات عن قضية الشبان المختفين خلال الأسبوع الحالي”.

ويضيف عنتر الذي يرأس “الجالية الفلسطينية في إسطنبول” في تصريحات لموقع “الحرة”: “هل المفقودون موجودون لدى الدولة التركية أو لا؟ هذه النقطة سيتم توضيحها في مسار التحقيق”.

ولم يؤكد عضو “خلية الأزمة” احتمال وجود المختفين لدى السلطات التركية.

لكنه يلفت إلى أن: “احتمال وجودهم وارد. عشنا مثل هذه الحالة قبل سنتين وثلاث سنوات، حيث اختفى إخوان لدينا وبعد فترة من الزمن تبين أنهم لدى الأمن التركي بتهمة الانتماء لمنظمات إرهابية”.

ويوضح عنتر” “نحن كجالية نتابع القضية من الجانب الشعبي، والسفارة الفلسطينية تبحث الموضوع بالطرق الرسمية مع الخارجية ووزارة الداخلية التركية”.

من جانبه اعتبر السفير الفلسطيني، فائد مصطفى أن ملف المختفين “يحظى بالأولوية المطلقة لدى السفارة في تركيا خلال المرحلة الحالية”.

ويقول: “الجهود تستهدف عودتهم سالمين إلى أهاليهم”.

“الكل يبحث عنهم”

ولم تصدر السلطات التركية بيانا رسميا بشأن المفقودين الفلسطينيين حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

وحاول موقع “الحرة” الحصول على تعليق بشأن ذلك، إلا أنه لم يتلق ردا.

وفي المقابل نشرت وسائل إعلام فلسطينية، الأسبوع الماضي، تصريحات للسفير التركي لدى السلطة الفلسطينية، أحمد رضا ديميرير، حيث قال: “إنّ الفلسطينيين السبعة المختفين، منذ أيام غير معتقلين في تركيا، وليسوا موجودين في أي من مستشفياتها ومراكزها الرسمية”.

وتابع ديميرير في لقاء نظمته وزارة الخارجية الفلسطينية أنّ “السلطات التركية المختصة تبذل قصارى جهودها للوصول إلى معلومات حقيقية بشأن اختفائهم، وتتابع هذه القضية الهامة على مدار الساعة، وأنّ عمليات البحث تجري للحصول على معلومات دقيقة تخصّ حالات الاختفاء”.

وبحسب ما ذكرت صحيفة “سوزكو”، الأحد، فإن “الشرطة التركية تبحث في كل مكان عن الفلسطينيين المفقودين.. الجميع يبحث عنهم، وشرطة إسطنبول بدأت دراسة على 5 فلسطينيين قيل إنهم في عداد المفقودين في مختلف أنحاء المدينة”.

في حين أشارت صحيفة “ملييت” إلى تحقيق واسع بدأته السلطات التركية من أجل كشف ملابسات الاختفاء، وقالت: “الشرطة تقوم بمسح لقطات الكاميرا الأمنية لجميع الشوارع وأماكن عمل المختفين”.

المصدر: الحرة

شاهد أيضاً

بعد رفض اعتقال نتنياهو… “المجر” مطالبة بتوضيح!

طلبت المحكمة الجنائية الدولية، توضيحاً من حكومة المجر، على خلفية رفضها تنفيذ مذكرة الاعتقال الدولية …