بمناسبة الذكرى الـ45 لتغييب الإمام موسى الصدر، ألقى نبيه بري، رئيس مجلس النواب، كلمة سلط فيها الضوء على إرث الإمام وأهميته كشخصية ترتبط بمشروع الوحدة على الصعيدين الوطني والقومي. وأكد بري على أن جريمة اختطاف الإمام الصدر ومرافقيه تمثل تمادياً في الارتكاب ضد شخصية محورية ومشروع وحدوي معترف به.
بري يُشدد على أهمية فهم خطورة هذه الجريمة وطمس معالمها، كما يرفض أي محاولات لتغييب الحقائق من خلال ترويج روايات مشوهة لهذا الحدث التاريخي. وأكد بري أن هؤلاء الذين نفذوا الجريمة كانوا أدوات في مشروع خبيث، يستهدف تفتيت الوحدة وتقويض القضية الوطنية.
كما شدد بري على ضرورة تحقيق الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت ممكن، وأشار إلى أنه لا يجب أن تتأجل هذه الخطوة، بل ينبغي أن تنجز بأسرع وقت لضمان استقرار لبنان ومستقبله. ورأى أن الاستحقاق لا يتحقق من خلال تعطيل المؤسسات الدستورية أو فرض مرشح بطرق غير ديمقراطية، بل يجب أن تتم عملية الانتخاب بشكل شفاف وواضح.
واستنكر بري محاولات تشويه دور الحوار والتوافق في لبنان، مشيراً إلى أن الدعوة إلى التوافق والحوار ليست جريمة، بل هي خطوة ضرورية للحفاظ على وحدة البلد ومستقبله. وحذر من أطراف تسعى لزرع بذور التفرقة والفدرلة، معبراً عن ثقته في قوة الوعي الوطني والإرادة اللبنانية في مواجهة تلك المحاولات.
كما يدعو بري إلى عقد جلسات حوار في مجلس النواب خلال شهر أيلول، بهدف مناقشة الأمور الهامة وإيجاد حلول للتحديات المعاصرة. يتطلع إلى استمرار هذا الحوار في تحقيق تقدم وإلى استكماله بجلسات مفتوحة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، معرباً عن أمله في تحقيق التوافق والوحدة الوطنية في هذا السياق الحساس.