كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
استقطبت الحاجة عفيفة سرحان الأنظار بطريقة إعدادها الطعام وفق تقنية خاصة بها، وحوّلت حاكورتها ومنزلها مركزاً للسياحة التراثية، فغصّ بالوافدين إليها لتذوق طعامها البلدي.
مـع تزايد أعداد الإصابات بحالات التسمم الغذائي، كانت ابنة الـ 67عاماً تقدّم الطعام البلدي التراثي، أو كما تقول «شغل البيت».
الحاجة التي دفعتها كورونا لتترك بيروت وتعود إلى منزلها القروي في كفركلا، طرحت مشروعها الفريد «العفوي»، كما تسمّيه كنوع من فرصة عمل نهاية العمر، استطاعت من خلاله تقديم نوع فريد من السياحة التراثية القروية، والأهم طريقة تقديمها.
بابتسامتها العفوية تستقبلك في منزل حوّلته مطعماً على الطراز القروي البسيط، كل ما فيه «شغل بيت»، تحمل صينية القش القديمة، تضع عليها البيض البلدي، القاورما والخضار والمكدوس والزيتون البلدي وخبز الصاج الطازج، هذا ما تتناوله يومياً وتقدّمه لكل من رغب في تجربة نمط جديد من الطعام. من حاكورة دارها التي تزرعها بشتى أنواع الخضار البلدية، تأتي بخضارها التي تقدمها لكل طامح لتذوق طبق كبة بندورة أو بقلة حمص، أما البيض البلدي والألبان والأجبان فهي من إنتاجها الشخصي، خبرت جيداً قيمة الأكل البلدي، وتحرص على أن تعدّه وتقدّمه، حمت نفسها مسبقاً من آفة التلوث الغذائي التي تتزايد يوماً بعد آخر.
فتحت الحاجة عفيفة كفركلا على السياحة الداخلية، نشطت حركة السياح نحو مطعمها التراثي، صارت مقصد العرب والأجانب على حد سواء. بزيّها التقليدي وطعامها التراثي، وطريقة إعداده وتصميم المكان، قدّمت فكرة جديدة عن صناعة فرص العمل، «نعم صنعت فرصتي التي انتظرتها»، تؤكد وهي تصب القهوة العربية، وأكثر تقول «نجحت في جذب الناس نحو الطعام القروي، الكل متعطش لهذا الأكل الخالي من الملوثات».
ذاع صيتها في كل لبنان، أسهمت الفيديوهت التي نشرها ابنها علي في تعريف الناس اليها ولا يخفي أن مشروع والدته عزّز السياحة الداخلية وحول مشروع والدته الذي ولد بالصدفة مركزاً سياحياً مهمّاً، مؤكداً أنّ طلب الأكلات القديمة من الترويقة البلدية والأكل التراثي أكثر من الطلب على اللحوم والدجاج.