كتبت روزانا بو منصف في” النهار”:
لم تؤد زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي الوزير السابق جان ايف اودريان بعد كل اللقاءات التي عقدها مع السياسيين في لبنان الى رأب الصدع الذي حصل مع فرنيا نتيجة تبنيها المعادلة التي يريدها الثنائي الشيعي في موضوع الاستحقاق الرئاسي. ولا يقتصر استمرار الشكوك الكبيرة على قوى مسيحية فحسب ، بل على سياسيين من مختلف الطوائف ينظرون بريبة كبيرة للدور الفرنسي الذي لم يتزحزح على رغم تكليف لودريان التعامل بملف لبنان.
وتكشف مصادر رفيعة ل” النهار” ان هذه الشكوك تعود الى توافر معطيات لديها تفيد بان موضوع ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور لم يأت من فراغ اواقتصر على القوى التي اتفقت على اسمه فحسب . بل يعود الى ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي حين زار قصر الاليزيه بناء على دعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وبعد زيارته للفاتيكان حيث وضع المسؤولين هناك في اجواء الاتفاق بين القوى المسيحية وطوائف اخرى على اسم مرشح رئاسي ، لم يحمل معه مجموعة اسماء بل حمل معه اسما واحدا هو ازعور.
الراعي وبحسب المعلومات ابلغ الى ماكرون ان اتفاقا حصل وهو تبلغ من كل القوى المعنية بمن فيهم رئيس التيار العوني جبران باسيل ، بموافقتها على اسم المرشح باعتباره اسما وسطيا معتدلا وعروبيا ويتمتع بالصفات التي تسمح بانتشال البلد من ازمته.
وحين سمع ماكرون من الراعي ان اتفاقا حصل فعلا على مرشح جدي ، اثنى على ذلك ونصح بالذهاب الى الانتخابات وتحدث عن الخطوة التالية التي قضت بان يتحدث هو مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وان يتحدث البطريرك الماروني الى رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه ، على ان يحصل تواصل من البطريرك مع القوى الاخرى للتأكيد على ان المرشح المتفق عليه ليس مرشح تحد لاحد ويمكن ان يشكل نقطة تقاطع بين الجميع. وهو ما حصل فعلا بعد عودة الراعي فيما تولى ماكرون الاتصال ببري وكذلك اتصلت به وكيلة وزارة الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند لحضه على اجراء الانتخابات في ضوء المستجدات بالاتفاق على مرشح وسطي يمكن ان يكون مقبولا . فيما ارسل البطريرك الماروني مطرانين لزيارة ” حزب الله” وبري على قاعدة ان ازعور ليس مرشح احد واول من سماه هو وليد جنبلاط الذي يعتبر الاقرب الى بري على الصعيدين الشخصي والسياسي وهو ابن شقيقة الراحل جان عبيد الذي كان قريبا من بري ايضا وسماه كذلك باسيل الذي يعتبر من المسيحيين المتحالفين مع الحزب وتاليا ما يناقض ان يكون مرشحا لاميركا او للغرب وكل الاتهامات التي رميت في اتجاهه .
بات خصوم الحزب متأكدين ان ما وصل اليه على صعيد المناورات التي قام بها في الجلسة وما سبقها من ضغوط بالاضافة الى الحد الاقصى للاصوات التي يمكن ان يجمعها لفرنجيه ، هو السقف الاعلى الذي يمكنه تحقيقه في ظل المعطيات الراهنة . ولذلك فان الشعور بفائض القوة لدى الثنائي من اجل الاعلان عن انتصاره فيما ان مرشح القوى المسيحية والقوى الاخرى حاز على الرقم الاعلى انما يعتقد انه يستند الى امرين: احدهما ان باريس تؤمن له الضمانة للقيام بذلك في ظل لامبالاة الاميركي والسعودي وعدم قدرة القطري وحده على التحرك وكذلك الامر بالنسبة الى مصر . والثاني ان علاقة فرنسا مع الحزب استراتيجية تبعا لمصالحها في لبنان ولكن ايضا في العراق حيث العقد لشركة توتال يساوي 19 مليار دولار فضلا عن الانفتاح المحتمل على ايران .