كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
يُحضّر القبطان الشّراعي جمال زيدان الطيارة، يمدّ الحبال في المكان المخصّص للطيران أعالي بلدة جباع، يركض ثم يقفز في الهواء مطلقاً أشرعة الطيارة الشراعية، و»يسبح» في عمق السماء، في رحلة اكتشاف سياحية لجمال إقليم التفاح، أحد أجمل الأماكن في منطقة النبطية، المتميّزة بطبيعة جبلية حيث تنتشر المساحات الخضراء، ما يجعل جباع «عروس» الإقليم الأولى.
ربما تكون المرة الأولى التي يشهد فيها جنوب لبنان طيراناً شراعيّاً. إنّها سياحة جديدة وافدة إلى المنطقة، مهمّتها تعزيز النشاط الإقتصادي وجذب السياح إليها. بقيت هذه المغامرة الرياضية بعيدة عن الجنوب لسنوات، واقتصرت السياحة على المنتجعات والأنشطة النهرية. أمّا «الشاليهات» فدخلت حديثاً إلى مناطق القرى الجنوبية، واتّخذت منحى سياحيّاً تراثيّاً أو بيئيّاً.
في الآونة الأخيرة، دخلت جباع على خط السياحة، في محاولة لاستعادة دورها الذي راج في ثمانينيات القرن الماضي، إذ كانت إحدى أهم المصايف في إقليم التفاح، بعد جزين، وحلّ مشروع الطيران الشراعي، ليضعها على خريطة السياحة بشقيها البيئي والرياضي.
ثلاث سنوات من التحضير أنجزت خلالها كل الإجراءات القانونية لإعطاء التراخيص اللازمة من وزارتي الدفاع والشباب والرياضة، أسفر عنها إطلاق مشروع الحلم والأوّل من نوعه في جنوب لبنان والمتوقع أن يجذب عشاق الرياضة والمغامرة.
بين السماء والأرض، يتعلّق مغامرو الطيران الشراعي، يحلّقون في الفضاء لاكتشاف القرى من أعاليها. مغامرة يصفها عشّاقها «بالتحدّي والثقة»، فضلاً عن كونها رياضة فريدة من نوعها. هكذا يصفها رئيس نادي جونية جمال زيدان. شارك القبطان مع عدد من أعضاء نادي Gravity advisors في إطلاق مشروع الطيران في جباع، وقال عنه إنّه «المشروع السياحي النموذجي»، لافتاً إلى أنّ «نقطة الإقلاع» هي من أهم مدرّجات الطيران في لبنان والشرق الأوسط، ما يسهّل عملية الإقلاع بأعداد كبيرة ومريحة، وهي نقطة كاشفة جدّاً».
ورأى أنّ هذه الرياضة ستحدث نقلة سياحية نوعية في المنطقة، متوقّعاً أن يقصدها المئات، من عشّاق المغامرة في الهواء، ما يجعل الإقليم مجدّداً منطقة جذب سياحية. هذا الواقع الجديد، يشغل بال رئيس بلدية جباع أحمد غملوش الذي يركّز على عنصرين أساسيّين في مشروع الطيران الشراعي: أوّلاً جذب السياح إلى المنطقة، وثانياً تحريك الدورة الاقتصادية، وفي كلا الحالين، ستعود جباع إلى مكانها السياحي من جديد، فهي مصيف لا يقلّ أهمية عن عاليه مثلاً، وفق تعبيره.
ولفت غملوش الى أنها تضمّ «موتيلات» ومطاعم ومواقع أثرية قديمة جدّاً تعود في بعضها إلى العهد العثماني. وقال: «إننا جهدنا منذ 3 سنوات ونصف في العمل على إعداد كل الإجراءات والدراسات والمستندات المطلوبة للوصول إلى هذا اليوم المنتظر»، وأعلن بدء استقبال هواة الطيران الشراعي، بوجود مجموعة من الطيّارين والمدربين لمواكبتهم. وأوضح أنّ «مشروعنا هو من ضمن خطّة سياحيّة متكاملة في هذه المنطقة».
من جهّته، لفت مدير المشروع القبطان حسن خليل إلى أنّ «ثلاثة مدربين حلقوا لمدة 12 دقيقة فوق المنطقة، حيث مسارات الهواء والإرتفاع مميزة، وهبطوا في بلدة عين قانا بنجاح»، معرباً عن فرحته في تحقيق حلمه الذي سيوفر فرص عمل لكثير من الشبان». وأشار إلى إعداد منشآت استضافة و»كافتيريا» وغيرها من الأمور اللوجستية، آملاً أن يكون المشروع فاتحة خير وازدهار للمنطقة.