كتب كبريال مراد في موقع mtv:
بدّلت الأزمة المالية والاقتصادية والاجتماعية الكثير من عادات اللبنانيين في الأشهر الماضية، ودفع القلق من الآتي من الأيام بالكثيرين من بينهم الى وضع أولويات جديدة للاستمرار في غياب الاستقرار.
وانطلاقاً من أن الحاجة أم الاختراع، ظهر في الآونة الأخيرة اكثر من “مخترع” لبناني، ولم يعد المخترع الشهير حسن كامل الصباح وحيداً، بل بات كلّ لبناني “حسن”، في السعي للتأقلم بطرق جديدة.
الحلّاق في حيّنا مثال على ذلك، بعدما تحمّل تداعيات “الثورة” واقفال الكورونا، وصمد لأسابيع واشهر، الى أن رفع العشرة أخيراً، أمام انقطاع الكهرباء وارتفاع كلفة اشتراك المولدات، وفاتورة الإيجار.
فاتخذ القرار مجبرا، بالتخلّي عن المحل الذي استمر فيه ١٥ عاماً، ليندمج مع حلاق آخر في الحي، يتقاسمان كلفة الإيجار، مقابل استخدام أحد كراسي صالون الحلاقة، كل ثلاثاء وخميس.
هكذا، وجد الحلاق الشاب وسيلة كي لا يترك المهنة التي يعتاش منها، من دون ان تكسر ظهره الفواتير.
قصة حلاق الحي تنطبق على كثيرين. في منطقة أخرى، حلاق آخر ترك محلّه بعدما لم يشأ صاحب الملك مراعاته ببدل الإيجار. فاختار الحلاق القديم، الذهاب الى زبائنه بدل أن يأتوا اليه، معتمداً قص الشعر في المنزل. زبائنه على الموعد، يحضر اليهم من الاثنين الى الخميس، بحسب طلبهم عبر رسالة واتساب.
هي محاولات اللبنانيين للصمود والاستمرار. ولكن استمرار الأزمة قد يدفع بآخرين الى الاستسلام امام فواتير الاقساط والمأكل والمشرب والمتطلبات الاساسية.
الحاجة أم الاختراع نعم. ولكن الى متى سيبقى اللبناني “الحربوق” يخترع؟ أولم يحن دور المعنيين لاختراع حلّ للخروج من الأزمة؟