كتبت دانيال عزام في “الأنباء” الالكترونية:
يُعوّلُ لبنان على موسم سياحي واعد هذا الصيف، إذ تُعلّق الآمال على الحجوزات في المنتجعات السياحية، مع عودة المغتربين لقضاء موسم الأعياد والعطل السنوية، وبالتالي زيادة الإيرادات وإنعاش الإقتصاد الوطني بفعل تخطّي تداعيات الأزمة التي شلّت حركة البلاد وجعلتها على شفير الهاوية.
وإذا كانت الأوضاع الأمنية قد زعزعت ثقة البعض، نتيجة التطوّرات الأخيرة، إلّا أنَّ ذلك لم ينعكس سلباً على القطاع، إذ استمرت وتيرة وصول الوافدين إلى البلد لقضاء فترة الأعياد الحالية. فكيفَ يتحضّر لبنان لاستقبال الأعياد وموسم الصيف؟
رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرامي يُشير إلى أنَّ “القطاع يواجه تحديات جدّية، إذ كما هو معلوم أننا في فترةٍ صعبة، إنّما همنا الوحيد اليوم تسويق الصورة الجميلة للبنان من خلال المرافق السياحية على أنواعها التي تستعدّ لاستقبال فترة الأعياد وعلى وجه الخصوص فصل الصيف”.
ويؤكّد الرامي في حديثٍ لـ”الأنباء” الإلكترونية أنَّ “لبنان سيشهد هذا الصيف تدفقاً غير مسبوقاً للمغتربين، إذ سيفوق عددهم 50 ?? مقارنةً بالسنة الماضية، والسبب يعود إلى أنَّ تركيا لم تعُد وجهةً سياحيةً للبنانيين نظراً لما شهدته من عوامل طبيعية، وبالتالي باتَ بلدهم وجهةً أسعارُها مقبولةً مقارنةً بالبلدان التي كان المغترب يقصدُها سابقاً مثل الخليج وقبرص والجزر اليونانية”.
وإذ يلفت الرامي إلى أنَّ أمام القطاع 70 يوماً من العمل الدؤوب، يوضح أنَّ حوالي 200 مرفقاً سياحياً يعود لفتح أبوابه أمام الزبائن، على جهوزية تامّة واستعداد في المناطق كافة من الشمال إلى الجنوب.
وعمّا إذا كانت الأحداث الأخيرة قد أثّرت على القطاع، يُشدّد الرامي على وجود نوعين من المغتربين اللّبنانيين، إذ وبحسب رأيه، أنَّ المغترب الوافد من الخليج لن يتأثّر بهكذا توّقعات ونظريات، فيما سيتأثّر الوافد من دول تستدعي سفراً طويل المدى، إذ إنَّ من الطبيعي أن تتسبب مثل هذه الأحداث بتغيير وجهته نحو بلادٍ أكثر أمناً”.
يتطلعُ اللّبنانيون إلى بقعة ضوء في النفق السياسي والاقتصادي الذي لا يبدو حتّى الآن أنَّ ثمة نهايةً وشيكةً له، وإذا كانت المراوحة السياسية ستتمدّد، إلّا أنَّ لبنان على موعدٍ مع موسمٍ صيفيّ حافلٍ بامتياز قد يُخفّف من عبء الأزمة.