يمكن أن يكون الإجهاد صحياً ومحفزاً عندما يتعلق الأمر بتعزيز اليقظة والوظيفة الإدراكية. ويصبح مشكلة عندما لا ينحسر أبداً أو نادراً، وقد يؤدي إلى عوارض جسدية مثل صداع التوتر والألم المزمن.
ومن الصعب تحديد الأسباب الملموسة للإجهاد الجيد أو السيء، لأن تحفيز شخص ما للتوتر الجيد هو سبب شخص آخر للإجهاد السيء، وفقاً للدكتور روس مورفيت اختصاصي علم النفس الإكلينيكي ومؤسس منصة الصحة العقلية Learn to Live.
أي أنه يمكن لشخصين تجربة نفس الحدث بالضبط، مثل مشروع جديد بمواعيد نهائية ضيقة، ولكن قد يجربه أحدهما كفرصة لمواجهة تحدٍ مثير للاهتمام، بينما قد يتوقع الآخر تلقائياً أنه سيفشل. ومع ذلك، هناك بعض الضغوط السلبية الموضوعية، مثل فقدان شخص عزيز أو مشاكل مالية خطيرة.
وفق موقع “فري ويل هيلث”، تلعب درجة الضغوط دوراً، وغالباً ما يكون تكرار أو تناسق الأحداث المجهدة، وليس الضغوط نفسها، هي التي تحدد ما إذا كان التوتر جيداً أم سيئاً.
وقد وجدت دراسة أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا، أن الإجهاد الحاد والمتقطع يمكن في الواقع أن يحسّن مستويات اليقظة، وكذلك الأداء السلوكي والمعرفي.
وبصيغة أخرى، فإن الحافز اللطيف في هذا الشكل المؤقت من الإجهاد يمكن أن يدفع الناس إلى اتخاذ إجراءات ويصبحون أكثر مقاومة للاكتئاب.
يصبح الإجهاد مشكلة عندما لا ينحسر أبداً، نتيجة توالي الضغوط الخارجية، وقد يتحوّل إلى قلق، وهو ليس بالضرورة مدفوعاً بسبب خارجي محدد، بل بالأحرى عاطفة تجعل المرء قلقاً.
ويتجلى القلق في الشعور بسرعة دقات القلب، وعدم القدرة على الاستقرار، فتشعر أن عقلك ينطلق في حلقة متكرّرة من المهام، والتساؤل: ماذا لو.
أي أن الإجهاد والتوتر الذي لا يصل إلى دوامة القلق، هو بمثابة حافز ودفع لطيف إلى الأمام، أما عدم الحصول على راحة من التوتر، فهو ما يدفع إلى القلق.