كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
يسير الحراك الدولي ببطء شديد على الخطّ الرئاسي، في غياب اي تسوية حقيقية تأتي بكلمة سرّ تنهي الازمات التي يواجهها البلد، بدءا من إنتخاب شخصية كفوءة ومحترمة وذات خبرة في الشأن العام.
وقد سرت معلومات انّ هناك مباحثات جديّة ومكثفة لعقد اجتماع خماسي ثانٍ في مطلع شهر ايار المقبل، وعلى الارجح سيكون في العاصمة المصرية القاهرة، اذ تنشط وزارة الخارجية المصريّة على هذا الصعيد لإنجاحه، لربما ينتج واقعا ايجابياً للبنان قبل انعقاد القمة العربيّة في 19 ايار في الريّاض.
امّا داخليّاً، فلم تنجح الصفقات التي تعرض على قوى مسيحيّة معنيّة من قبل حزب الله، لتبني مرشحه الوزير السابق سليمان فرنجيّة، حتّى باريس بدأت تتجنب خوض معركة خاسرة، على اعتبار انّهُ مرشح تحدٍ بإمتياز وترفضه السعودية رفضاً قاطعاً، وهي غير مستعدة لقبول أي نوع من الضمانات.
في وقت يستجدي التيّار الوطني الحر “عدوه اللدود” مسيحيّا، القوّات اللبنانية، للتوافق على رئيس يقنعان به الآخرين، لكنّ القوّات حاسمة بانها ليست بوارد الاتفاق مع العونيين ولا بأيّ شكل، بعد اللدغة الموجعة التي تلقتها على اثر “اتفاق معراب” 2016، اذ تحدثت اوساط معنيّة لوكالة “اخبار اليوم”، انّ التيّار يتفق مع القوات على القطعة، ويريد رئيسا يُكمل مشوار العماد ميشال عون الذي استفرد مع حزب الله بالحكم.
وكان رئيس الهيئة التنفيذية في القوات سمير جعجع، قد وضع حدّاً اليوم في حديثه الاذاعي لكل الاشاعات والاقاويل، عن قرب “اتفاق معراب 2” بحيث قال: “هناك حزب من الحزبين لا طائفة له ورأينا ممارسته وتحالفاته وفساد وزرائه وفخور بكل هذا وبالتالي على ماذا نتفق معه؟ ومقولة الاتفاق لا أساس لها إطلاقاً”.
لكنّ ما هو مفروض راهناً، انّ الحزبين المسيحيين البارزين، قد سجلا من حيث لا يدريان في ظل الانقسام السياسي بينهما انتصارات بالجملة؛ منها: منع قيام اي جلسة تشريعية، اقفال الطريق على دعوة الرئيس نبيه برّي الى الحوار والتلويح بمقاطعته في حال عقد، سحب البساط المسيحي من تحت اقدام الزعيم الزغرتاوي بعدم تأمين النصاب لإنتخابه رئيساً.