إعتبر رئيس الهيئة التنفيذية لحركة “أمل” مصطفى فوعاني، أن “الإمام موسى الصدر أراد في آذار 1974، أن يقول للبنانيين إنكم عائلة واحدة، وإنكم قلب واحد، وإنكم في حرمانكم لا طائفية ولا مناطقية، لأن هذا الحرمان لا دين له ولا مذهب ولا طائفة، ولأن الذين يمعنون في إفقار الناس وفي حرمانهم من أبسط مقومات الحياة، هم الذين يجب أن يعاقبوا، وهم الذين يجب أن لا يكونوا في سدة الحكم، وإلا لما قال الإمام موسى الصدر: أيها الحكام اعدلوا قبل أن تبحثوا عن وطنكم فلا تجدوه”.
جاء ذلك خلال احتفال أقامته حركة “أمل” في قاعة الجامعة الإسلامية في لبنان- فرع بعلبك، لمناسبة الذكرى 49 لقسم الإمام المغيب السيد موسى الصدر في بعلبك.
وتابع فوعاني، “أقسم الإمام السيد موسى الصدر أن يكون لبنان موحدا: مسلمه ومسيحه واحدا، في جسد واحد، وعقل واحد، وقلب واحد، قسم الإمام يجمعنا، ومن هنا أقسم الإمام موسى الصدر فوحدت بعلبك لبنان”.
وأضاف، “في رحاب شهر آذار، أطلق الإمام القائد السيد موسى الصدر حركته الإصلاحية، والمطلبية، والمقاومة، أمام بحر من الجماهير التي زحفت من مختلف المناطق اللبنانية، ملبين نداء الإمام الصدر إلتزاما بلبنان الإنسان والرسالة والعدالة، لبنان المتسجيب لقلق الطلاب والمثقفين، والمجيب على أسئلة التائهين بين مشاريع الضياع التي كانت تغزو وطننا الحبيب”.
وأردف: “وقف الأخ الرئيس نبيه بري هنا، وتحدث عن الكثير من المشاريع التي كان الإمام الصدر تحدث عنها عام 74، تحدث عن سد اليمونة، وتحدث عن مدينه بعلبك وإنماء بعلبك اليوم، كما تحدث الإمام الصدر وتحدث الأخ الرئيس نبيه بري، عن سد العاصي، وعن الإفادة من مشروع الليطاني، وتحدث الرئيس بري أيضا عن عفو عام مدروس، حتى يكون المواطن في البقاع قادرا أن يمارس حياته الطبيعية، وأعلن رفع الغطاء عن كل مرتكب أو مروج أو مسيء، وأكد على إنشاء مجلس للبقاع وبعلبك الهرمل ومجلس لعكار والضنية على غرار مجلس الجنوب، وشدد على زيادة أدوار المؤسسات الرقابية وما يتعلق بإنشاء هيئة لمكافحة الفساد، كما تحدث عن سلسلة من المشاريع الإنمائية الصحية والتربوية واجتماعية تساهم في إنماء المنطقة، وهي ذاتها المطالب التي نادى بها الإمام الصدر”.
وسأل: “فأين هذه الدولة من هذه المطالب؟ وما زالت الدولة تصم آذانها، ولا تريد أن تسمع صوت المحرومين في مناطق عكار وفي مناطق البقاع والجنوب وفي كل منطقة ودسكرة. ولذلك عندما أطلقنا شعار “بقاعا در” أردنا لهذا الشعار، أن يكون في كل منطقة تعاني الحرمان، فالرئيس بري لا يتحدث عن منطقة جغرافية، ولا يتحدث عن مذهب وطائفة، بل يتحدث عن كل لبنان، هذا هو إيمان الإمام الصدر، وهذا هو ديدن الرئيس نبيه بري”.
وقال: “ليس من قبيل الترف السياسي التاكيد على أن مفتاح حل مشاكلنا الوطنية بكل أبعادها إنما يبدأ بخطوة إنتخاب رئيس للجمهورية يتبعه تشكيل حكومة جديدة تقوم بتفعيل الإدارة والشروع بتنفيذ مشروع إصلاحي مالي نقدي إقتصادي، وتضع لبنان على سكة واقع إقتصادي جديد عماده الإنتاج بعد فشل النموذج الريعي، وتقوم بالتفاوض مع المؤسسات الدولية وتهيئ ظروف البلد لملاقاة إستخراج النفط والغاز”.
ورأى أن “قوة رئاسة الجمهورية ليست بهذه الادعاءات التي يتم الإختباء خلفها، نعم كان يجب أن ننتخب رئيس للجمهورية أمس قبل اليوم وغداً قبل بعد الغد، ونذكر بما أعلنه الرئيس بري في مهرجان الامام السيد موسى الصدر في صور حول إنتخاب رئيس الجمهورية، بأن المطلوب رئيس وطني يجمع ولا يفرق رئيس له حيثية مسيحية وإسلامية وقبل أي شيء حيثية وطنية، رئيس يجمع ولا يطرح، رئيس يؤمن بعلاقات لبنان مع محيطه العربي، رئيس يؤمن بإتفاق الطائف، وكيف لهذه العناوين ان تتلاقى مع الاصوات الداعية الى التقسيم والفدرلة المغلفة بعناوين اللامركزية الاداريه المالية الموسعة قائلاً ان لبنان هو كالذرة اذا ما جزئت إنفجرت، إن لبنان أصغر من أن يُقسَم”.
وأعلن: “بعد 11 جلسة إنتخابية أخذوا علينا بالورقة البيضاء بياضها، وقالوا لماذا لا يكون هناك مرشح؟ وبعد مضي خمسة أشهر على الفراغ وأمام الانهيار المالي والاقتصادي وبعد رفض الدعوات التي وجهها الرئيس ولا زلت للحوار، لم يعد مقبولاً الاستمرار بذلك ولم يكن هناك خيار الا خيار الاقدام على ترشيح إسم يتمتع بالصفات التي ذكرت بخطاب 31 آب بذكرى اخفاء الامام الصدر في صور”.
واعتبر أنه “ليس العاقل فقط من يعرف الخير من الشر، العاقل هو الذي يعرف الخير من الشرين. إن تمسكنا بالطائف كونه مثل إطاراً لوقف الحرب وأفسح المجال أمام لبنان واللبنانيين لسلوك مسار متطور يحافظ على الطوائف ويحد من الطائفية والمدخل الى ذلك فقط يقوم بتطبيق الماده 22 من الدستور إذا لم ننتقل نحو الدولة المدنية لبنان لن يتعافى”.
ورأى أنه “في ظل الأزمة السياسية القضائية المستعصية داخل الكيان الصهيوني، والتي رفعت من مستوى القلق الوجودي لدى العدو على مصير الكيان برمته، وخشيته من دخوله في حرب اهلية، تُقدم العصابات الحاكمة فيه وعلى رأسها نتنياهو بنقل مأزقها إلى خارج بيئتها عبر عمليات القتال والإغتيال لأبناء الشعب الفلسطيني ومناضليه، وإستمرار عمليات هدم البيوت وتجريف الأراضي بالترافق مع الإستهداف المستمر للمرافق المدنية في سوريا في إعتداءٍ موضوع على سيادتها في ظل صمت دولي واقليمي مريب، وإذ تدين الحركة هذا الإستهداف لسوريا وأبناء الشعب الفلسطيني، تدعو إلى مزيد من توحيد القوى المقاومة على أرض فلسطين ورص الصفوف في مواجهة العدو الذي لا تردعه إلا المقاومة”.
وأكد فوعاني “ترحيب حركة “أمل” بهذا التطور الكبير الذي طرأ على المشهد السياسي الإقليمي عبر نجاح الوساطة الصينية بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين المسلمتين، الجمهورية الاسلامية في إيران والمملكة العربية السعودية، والذي يؤمل أن يُرخي بظلاله الإيجابية على عدد كبير من الملفات المتعلقة بإستقرار المنطقة، ويدفع بأوضاعها إلى ما فيه خير شعوبها”.
واعتبر ان “استمرار مسار التدهور في سعر صرف الليرة اللبنانية أمام العجز الواضح للمؤسسات والأجهزة المعنية بهذا الأمر يثير الريبة والأسئلة المشروعة حول النوايا الواضحة التي يسعى المضاربون ومَنْ خلفهم من قوى إقتصادية وسياسية من أجل تركيع الشعب اللبناني لفرض خيارات تُشكل صواعق تفجير إجتماعي وسياسي”.
وقال: “من هنا تدعو الحركة، واللبنانيون على مشارف شهر رمضان، كما هم في رحاب الصوم الكبير إلى ضرورة إستنفار الأجهزة الرقابية ومصلحة حماية المستهلك وكل مصالح وزارة الاقتصاد للعمل من أجل منع تفلت اسعار المواد الغذائية”.
وختم فوعاني مؤكدًا أن “حركة أمل دائما تتبنى القضية الفلسطينية، القضية الأساس قضية العرب، فقد وقف الأخ الرئيس نبيه بري مرارا متحدثا عن القدس أنها عاصمة أبدية لفلسطين، وأن لا مجال لن يتنازل المسلم والمسيحي عن هذه القضية، عندئذ يفقد قضيته ويفقد مبرر وجوده. تسعة وأربعون عاما ،على انطلاقة حركة أمل وما زلنا الأكثر حضورا والأكثر تحسسا بوجع الناس، تسعة وأربعون عاما مسيرة بدأت ولما تنته حشودا وقسما واستمرت أفواج مقاومة، ودحر احتلال، وانتصارا وتحريرا، تسعة وأربعون وكأنها اليوم، ونقسم اننا لن نبدل تبديلا”.
الوكالة الوطنية