كتبت ميشيلا رزق في موقع mtv:
يعبُر المسيحيون في لبنان هذا العام إلى زمن الصوم في ظل ظروف قاسية، قد تضلّلهم وتبعدهم عن معاني هذا الزمن الحقيقية. وهنا تلعب الكنيسة دورًا مهمًا في تذكير المؤمنين بحقيقة الصوم وقدسيّته، من خلال الرتب الدينية، ومنها رتبة الرماد. اذ يبدأ الصوم عند المسيحيين الموارنة بـ”إثنين الرماد”، وفيه تُرسم على الجباه علامة الصليب.
استطاع الموارنة في لبنان أن يجمعوا ما بين الشرق والغرب. حيث أنّ الصوم يبدأ عند الشرقيين يوم الإثنين إلّا أنّه يبدأ نهار الأربعاء عند الغرب. لكنّ رتبة الرماد ليست رتبة شرقية بل هي تقليد اتّخذه الموارنة من الغرب. ويبدأ التحضير لهذه الرتبة منذ أحد الكهنة، حيث يحرق الكهنة أوراق الزيتون العائدة إلى زمن الشعانين السابق ويحتفظوا برمادها. ولهذا الرماد دلالات عدّة تكلّم عنها الأب جوزيف معتوق في حديث لموقع mtv.
أشار الأب معتوق إلى أنّ “الرماد يرمز أولًا إلى هشاشة الطبع البشري، كون الأغصان لا تستطيع مقاومة النار بل تحترق وتزول، وثانيًا إلى ضعف الإنسان مقارنة بالله الخالق”.
وأكّد معتوق أنّ الرمز الأساسي والأهم للرماد هو التوبة. فخلال رتبة إثنين الرماد يمزج الكاهن في رعيته الرماد بالماء المبارك ومن ثمّ يبخره دلالة على التطهير من الخطايا. ويرسم به في ما بعد إشارة الصليب على جباه المؤمنين ويردّد آية “أذكر يا إنسان أنّك من التراب وإلى التراب تعود”.
يفسّر الأب معتوق هذه الآية ويعيدها إلى الخلق. “فالله أوجد الكون من عدم، لكنّه أوجد الإنسان من التراب، أو ما نسمّيه العفرة، وهي أسوأ أنواع التراب لأنها غير صالحة للزراعة. وذلك لأنّ الإنسان بطبعه البشري ضعيف وهو يستمد القوة من الرب الذي نفح فيه الحياة وهو سيستعيد هذه النفس بعد موت الجسد وعودته إلى حالته الترابية”.
ويضيف: “آدم ابتعد عن الله واقترف الخطيئة، ومن هنا الدعوة إلى التوبة”.
وتجدر الإشارة إلى أنّ مدخل زمن الصوم الرسمي هو يوم أحد المرفع ولكن المدخل الفعلي للزمن الاربعيني هو الإثنين. وفيه يرتدي الكهنة والكنيسة اللون البنفسجي الذي يعود إلى زهرة البنفسج وهي من أقرب الأزهار إلى الأرض ورمز للتواضع.
ويختم الأب معتوق حديثه بتذكير بسيط للمؤمنين: “صحيح إنو زمن الصوم زمن توبة بس ما تنسوا إنو هوي زمن فرح وبشارة بامتياز”.