برعاية قائد الجيش العماد جوزاف عون وحضور وزير الصحة العامة فراس الأبيض ورئيس الطبابة العسكرية العميد الركن ماهر أبو شعر، عُقِد المؤتمر الطبي الذي نظمته الطبابة العسكرية بعنوان “الرعاية الصحية العسكرية من الجيش إلى كل الوطن”. شارك في المؤتمر فاعليات طبية ونقابية وجامعية وسياسية، إلى جانب ممثلين عن الأجهزة العسكرية والأمنية وعدد من المحاضرين.
وألقى العميد الركن أبو شعر كلمة جاء فيها: “إن توفير الرعاية الصحّية اللازمة للعسكريّين وعائلاتهِم هو هدف نسعى إليه دائماً، من خلال التزام أعضاء الجسم الطبي في الطبابة العسكريَّة بواجبهم المهني وجهوزيتهم التامَّة. وقد ساعدتنا على تخطي بعض الأزمات الجهود الجبّارة التي تبذلها قيادة الجيش في دعم الطبابة لإعطائها الأولوية لجهة تأمين جميع المستلزمات والمتطلّبات لتمكين العسكريّين من متابعة مهماتهم”.
كما ألقى الوزير الأبيض كلمة أشار فيها إلى أن شرعية أي دولة هي في قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية لشعبها، لكن الأزمة المالية التي نعيشها أدت إلى انهيار قدرة الدولة على نظام صحي سليم لمواطنيها. ولفت إلى أن الأزمة ليست فقط أزمة مالية أو أزمة نظام صحي، بل أصبحنا نعيش أزمة أخلاق. كذلك نوّه بالجهود التي قامت بها الطبابة العسكرية على صعيد البلاد عند انتشار جائحة كورونا في لبنان، مشيداً بتجربتها المميزة في إدارة الأموال العامة، معتبراً أنها مثال يحتذى في هذا المجال. وختم قائلاً: “الإدارة والقيادة الحكيمة والسليمة هي التي تخرجنا من هذه الأزمة”.
كذلك ألقى العماد عون كلمة بالمناسبة جاء فيها: “أولينا الطبابة العسكرية منذ البداية اهتماماً كبيراً، متقدماً حتى على التسليح والتدريب، ووضعنا خطة استراتيجية لتطويرها، بما يحفظ كرامة عسكريينا وعائلاتنا ويوفّر لهم كل الخدمات الصحية اللازمة، وواجهنا في البداية تخفيض موازنة الجيش، تخطيناه بقدرتنا على التكيف وطبقنا تدابير لخفض النفقات، إلا تلك المتعلقة بالطبابة إذ ليس مسموحاً المسّ بصحة عسكريينا وعائلاتهم، كما بدأنا مسيرة التفتيش عن حلول بديلة للمحافظة على مستوى الخدمات الطبية، في حين بذل طاقم الطبابة جهوداً جبّارة في هذا المجال، بفضل إرادتهم وثقتهم بالمؤسسة العسكرية”.
وأضاف: “حين نسأل عن نجاحنا كمؤسسة عسكرية في الحفاظ على الطبابة، الجواب واضح وصريح، أولاً، الإرادة التي يتحلى بها أفراد الطبابة العسكرية وإيمانهم بنبل مهمتهم وتمسكهم بها، ثانياً، الخطوات التي قمنا بها سابقاً ومنها تخفيض الفاتورة الطبية، ثالثاً، وهو الأهم، ثقة أبناء وطننا بنا كمؤسسة حافظة للأمن وضامنة للاستقرار في ظل انحلال معظم مؤسسات الدولة وتفككها. هذه الثقة تتجلى يومياً في المساعدات التي يقدمونها لنا سواء أكانوا مقيمين أم مغتربين، أو من الدول الصديقة، ونظراً لأهمية الطبابة بالنسبة لنا، حوّلنا معظم هذه المساعدات لها ولا نزال، والنتيجة أننا المؤسسة الوحيدة اليوم التي توفّر الخدمات الطبية لعناصرها. مشيراً إلى كل ذلك بفضل هذه المساعدات التي لا تزال تصلنا، وأكرر لثقتهم بنا، فلهم منا كل الكشر والامتنان وهم يعلمون أن أموالهم تصل إلى مستحقيها، بعيداً عن التحريض والشائعات والاتهامات التي لن نتوقف عندها، ولن تمس بمعنويات المؤسسة ولا بمعنويات عناصرها”.
وختم قائد الجيش قائلاً: “يحتاج وطننا اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى إرادة أبنائه وعزيمتهم وثقتهم به، يحتاج إلى تضافر كل الجهود وتوحيدها بعيداً عن الانقسامات السياسية والحزبية والطائفية، لأن ما يجمع اللبنانيين أكثر بكثير مما يفرقهم. همهم اليوم أبعد من الحسابات السياسية الضيقة والوضع المعيشي، همهم صحتهم التي باتت مهددة، همهم توفير الأدوية لأمراضهم المستعصية، همهم مستشفى يستقبلهم ويبعد عنهم شبح الموت، وبفاتورة لا تذلهم. شعبنا الذي يعيش معاناة يومية، يستحق منا التفاتة واهتماماً بأقل حقوقه وهي الصحة، ثم الصحة ثم الصحة”.
يختتم المؤتمر اليوم بعرض اقتراحات وتوصيات من شأنها تحسين الواقع الطبي في ظل الأزمات العصيبة التي تمر بها البلاد.