كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
تسمّم عدد من أفراد الطاقم الطبّي والتمريضي في عيادة «الأونروا» الأولى في عين الحلوة، في حادثة هي الأولى من نوعها، أثارت قلقاً في أوساط الإدارة والعاملين والقوى السياسية وأبناء المخيمات كافة، رغم تطمين الوكالة الرسمي، استناداً إلى نتائج التحاليل المخبرية، الى عدم وجود أي مادة سامة في القهوة التي تناولها الأطباء الثلاثة وخمسة ممرّضين بعدما أدخل أربعة منهم إلى مستشفيي لبيب وحمّود الجامعي في صيدا.
استبعاد الشبهة الجرمية وفق تأكيد «الأونروا»، فتح الباب على مصراعيه أمام الإحتمالات الأخرى، حيث رجّحت أوساط فلسطينية لـ»نداء الوطن» أن يكون الإهمال السبب الرئيسي في ذلك، بأحد وجوهه، هل لجهة حفظ المواد الغذائية أو الطبّية أو الأدوية في المستودع أو رشّ مبيدات للحشرات (رغم النفي) أو سواها، تساؤلات تحتاج إلى إجابة رسمية واضحة من «الأونروا». وتعتبر العيادة الأولى الرئيسية، وهي تقع في الشارع الفوقاني عند الطرف الشمالي للمخيم، إلى جانب العيادة الثانية عند الطرف الجنوبي، ويعمل فيها نحو 23 موظفاً بين أطبّاء وممرّضين وكتبة وعمّال تنظيفات ومختبر وصيدلية، وتقدّم خدماتهما الطبّية لنحو 80 ألف نسمة ومن بينهم حالات العسر الشديد وأصحاب الامراض المزمنة لجهة أدوية الضغط والسكّري والقلب وغيرها.
وفي روايات المصابين والعاملين في العيادة في افاداتهم، فإنّ ثلاثة أطباء وأربعة ممرّضين تناولوا القهوة كعادتهم كل صباح في إحدى غرف العيادة، وبعد وقت قصير لا يتجاوز النصف ساعة بدأت تظهر على بعضهم عوارض تسمّم لجهة أوجاع في المعدة والتقيّؤ، ارتباطاً بكمّية شرب القهوة، قليلة أو كثيرة، وفقد اثنان منهم الوعي بعدها، أحدهم مصاب بداء السكّري، فجرى نقلهم الى مستشفيي «لبيب» و»حمود الجامعي» في صيدا للمعالجة، فيما تأكّد أنّ العامل الذي أعدّ القهوة قد أصيب نفسه بالتسمّم، وأنّ عدداً من الموظفين قد تناول ذات القهوة ظهر اليوم السابق وقبله أيضاً، والذين تناولوا القهوة من أقسام مختلفة، أطبّاء، ممرّضين منهم كاتبة وعاملة في المختبر، ومنهم عامل تنظيفات.
وفيما فتحت القوة المشتركة الفلسطينية تحقيقاً، أوضح قائدها لـ»نداء الوطن» أنّ فريقاً من القوة تفقّد عيادة «الأونروا» فور وقوع الحادثة، وعاين المكان واستمع الى شهادات العاملين فيها لمعرفة حقيقة ما جرى»، وباشرت ادارة «الأونروا» تحقيقاً داخلياً استناداً الى كاميرات مراقبة موجودة داخل العيادة، كما القوى الامنية اللبنانية الرسمية بعد نقل المصابين الى مستشفيي صيدا.
ليلاً، أوضحت الأونروا في بيان رسمي أنّ «الفحوصات المخبرية الأولية أظهرت عدم وجود تسمم ناجم عن أي مواد كيميائية (مثال مبيدات حشرات، دواء أو أي مركّب سام آخر). يبدو أنّ سبب العوارض المرضية يعود إلى حادثة تسمّم غذائي».