تشير مصادر متابعة عبر “المدن” إلى أن عدم إصدار بيان عن المجتمعين في باريس الإثنين الفائت ينطوي على ترك المجال مفتوحاً أمام المزيد من المشاورات مع دول أخرى، وربما الأساس فيها إيران. وقد تكون باريس فضّلت عدم إصدار البيان بانتظار التواصل بطريقة أو بأخرى مع إيران، ووضعها في الأجواء من جهة. أما من جهة ثانية، فكان يراد إبلاغ المسؤولين اللبنانيين بنتائج الاجتماع من خلال جولة السفراء عليهم، وبذلك لا يتم تقديم صورة من خلال إصدار بيان يتضمن كل الخطوات الواجب اتخاذها، ويرسم خريطة الطريق، وبالتالي على اللبنانيين الإلتزام به، خصوصاً أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى استفزاز عدد من الأفرقاء، بما فيهم حزب الله، الذي قال على لسان أكثر من قيادي فيه بأنه لا يمكن الالتزام بنتائج اجتماع قوى خارجية. وهذا يفرض تواصلاً مباشراً معه ومع الآخرين. وهو ما سيحصل.
التجربة السيئة
من بين الأسباب التي دفعت إلى عدم اصدار بيان أيضاً، هي التجربة الفرنسية السيئة مع لبنان، منذ المبادرة التي تقدم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في آب 2020، ولم تصل إلى أي نتيجة. وبالتالي، لا يريد الفرنسيون أن يلزموا أنفسهم بمثلها من دون ضمان تحقيق النتائج. في هذا السياق، تشير مصادر متابعة إلى أنه قبل جولة السفراء حصل تواصل بين البعض منهم وعدد من الأفرقاء اللبنانيين. وتشير المعلومات إلى أن تواصلاً حصل بين الفرنسيين وحزب الله في الأيام القليلة الماضية، لوضعه في صورة ما جرى بالاجتماع، والبحث معه في إمكانية الوصول إلى اتفاق، والحاجة إلى تسهيل من قبل الجميع.
بعد إنطلاق حركة السفراء باتجاه المسؤولين اللبنانيين، يفترض تقييم الوضع ورد الفعل الذي سينجم عنها حركة سياسية. وبناء عليها، تتحدد المسارات المقبلة.