كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
بأعجوبة نجا توأم نورا، اللذان أبصرا النور في لحظة الإنفجار الذي وقع في القسم السفلي في مستشفى النبطية الحكومي، حيث يوجد قسم العمليات، والذي تسبّب في أضرار جسيمة في المستشفى أخرجته من الخدمة موقّتاً. كارثة صحيّة حلّت به جرَّاء الإنفجار الذي وقع في المطبخ المركزي، وأحدث أضراراً بلغت وفق التقديرات الأولية حوالى 8 ملايين دولار.
توقّف المستشفى حالياً عن العمل باستثناء قسم السرطان والمختبرات. تنتظر بقية الأقسام رفع الأنقاض والبدء بالترميم الذي قد يستغرق أياماً عدّة وفق ما أكد مدير المستشفى الدكتور حسن وزنة، مشدّداً على إعادة تشغيل قسم غسيل الكلى، الذي يستوعب قرابة 50 مريضاً يومياً، خلال ثلاثة أيام، نظراً إلى حاجة هؤلاء المرضى إلى العلاج المستمرّ. وأشار إلى أنّ قسم الكلى تضرّر بشكل كبير، غير أن الأجهزة والمعدّات المخصّصة للغسيل قد نجت من الإنفجار.
ولكن ما سبب الإنفجار وما علاقة الغاز به؟
قرابة الثامنة والنصف تقريباً من مساء الثلاثاء، وقع انفجار داخل المطبخ. تبعه صوت قوي، أثار الذعر في صفوف أهالي النبطية الواقعين تحت صدمة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وما زالت تردّداته تتوالى حتى الآن. هرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى المستشفى. ساعات طويلة استغرقها إطفاء الحريق الذي سبّبه الإنفجار، الذي ما زالت أسبابه مجهولة. إلا أنّ مصادر مواكبة أكّدت لـ»نداء الوطن»، أنّ «سببه تسرّب الغاز عبر الأنابيب وتحديداً في مواسير الغاز داخل المطبخ المركزي، حيث وقع الإنفجار. ومنه تسرّب إلى الأقسام المتواجدة في الطابق السفلي، حيث غسيل الكلى، المطبخ، العمليات، التجهيزات الإدارية، قسم تصوير pt scan المخصّصة للتصوير النووي».
ولفت المصدر إلى أنَّ «حوالى ألف ليتر من الغاز المسرّب، أحدث إنفجاراً قويّاً، بدأ من المطبخ المركزي وأدّى إلى تدمير الطابق السفلي، وألحق أضراراً في مكنة التصوير ptscan التي تبلغ قيمتها نحو مليون دولار ونصف». ولم يستبعد أن ما حصل مردّه إلى عوامل طبيعية تسبّبت في تسرّب مادة الغاز، داحضاً فرضية إنفجار أنابيب الأوكسجين، بدليل أن قوارير الأوكسجين لم تنفجر.
كيف بدا المشهد داخل المستشفى؟ وماذا عن الأضرار والمرضى؟
عند مدخل المستشفى يقف عليّ أحد العاملين. يتأمّل حجم الأضرار التي لحقت بالمستشفى. ما زالت الآثار حاضرة، السقوف المستعارة سقطت أرضاً في الطبقات العليا. يتفقّد عليّ الطبقة السفلى. بدا المشهد كزلزال غيّر معالم المكان. حتّى الطريق الذي يفصل بين قسمي السرطان والصحّة انخسف. لا يخفي أحد من الطاقم الطبي حزنه. لحظات غيَّرت هُوِيَّة المستشفى الحكومي الوحيد في النبطية الذي يستقطب عشرات المرضى. هدأت الحركة. تمّ إجلاء المرضى ليل أمس الأوّل، وإحالتهم على مستشفيي النجدة الشعبية وراغب حرب. توقّف المستشفى عن الخدمة، في ظلّ أزمة مالية قاسية. ما أصابه يحتاج إلى آلاف الدولارات لإعادته إلى سابق عهده، وقد يحتاج تأهيله لأيام وربما شهر. بدت الصدمة واضحة على وزنة ومحافظ النبطية الدكتور حسن فقيه اللذين جالا على الأقسام المتضرّرة. ولفت فقيه إلى أنّ «ما أصاب المستشفى كارثي، أشبه بزلزال مدمّر». يعترف فقيه أننا «أمام أزمة صحيّة خطيرة»، مناشداً وزارة الصحة التدخل للمساعدة على تخطّي الأزمة.
بانتظار جلاء الصورة، وتحديد سبب الإنفجار، الذي اقتحم سكون الصرح الصحّي، يتولّى فريق من الخبراء بتكليف من النيابة العامة، إجراء الكشوفات اللازمة لتحديد السبب المباشر لما حصل.