كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
فرض الـ»توك توك» نفسه منذ دخوله إلى السوق المحلية، وبعد دخوله في تنافس شرس مع سيارات التاكسي، ها هو يقتحم طقوس الأعراس. فبعدما قرّر سليمان بيطار زفّ عروسه عبر الـ»توك توك»، إجتمع سائقوه في النبطية، وساروا معاً في أول موكب عرس في لبنان، من النبطية حتى كفررمان، سرقوا الأنظار، وقف الكلّ يلتقط الصور، هي المرة الأولى الذي يجتمع فيها أكثر من 30 سائق »توك توك» في موكب واحد، رافعين الزينة على عرباتهم.
ممّا لا شك فيه أنّ خطوة سليمان بيطار فريدة من نوعها، وقد تنسحب على العديد من القرى، فهذه الظاهرة مستجدّة على الساحة حيث أثبت الـ»توك توك»حضوره وبشدّة. لم يكن وارداً في حسابات سليمان بيطار أن يزفّ عروسه عبرعربته الصغيرة، أو أن يشاركه زملاء المهنة، الا أنّ الفكرة جاءت عبر زملائه، وقد أرادوا خلق مساحة فرح في المدينة بعيداً من ضجيج السياسة والأزمات.
كانت أصوات الأهازيج تعلو في شوارع النبطية، التي عادة ما يخيّم عليها الصمت، بدت مختلفة، عرس وزفّة من نوع آخر، اعتاد الناس الزفّة عبر الشاحنة، الحصان، الحمار، السيارات، الا أنّ زفّة الـ»توك توك» كانت جديدة، وحتما ستكون فاتحة لموضة الموسم.
علامات السعادة بادية على وجه سليم وعروسه، كان سعيداً وهو يجلس في المقعد الخلفي من عربته مع عروسه، بدا وكأنه سلطان يعبر على طريق الحرير باتجاه قصر الاحلام، لا يُحسد على سعادته، هذه الصفة باتت عملة نادرة، مرّ وقت طويل لم تعش النبطية أجواء الفرح، فالأزمات غطت على كل شيء، غير أّن عرس سليمان غيّر مزاج المدينة، خرج الكل لملاقاته. يضحك سليمان حين تسأله عن سبب زفافه بالـ»توك التوك»، يسارع الى القول «رفاق العمل قرّروا ذلك ووافقتهم الرأي، ارادوا أن يفرحوا بي على طريقتهم»، وأكثر يقول «حلو التغيير».
ثلاثون عربة «توك توك» سارت في صف متراصٍ في شوارع النبطية، رفعت على نوافذها زينة بسيطة، وقف علي فرحاً، هو أحد اصدقاء سليمان، بدا كمن يشاهد فرحاً للمرة الأولى، الفكرة غريبة يقول لكنّها مميزة.
يقف أيمن بمحاذاة سليمان هو أحد سائقي الـ»توك التوك «على خط القرى، يعدّ سليمان كبير السائقين، هو الـ»king» على ما يصفه زملاؤه، يحاول نقل المشهد للجميع، بحسبه «عبورنا في الطرقات جعل الكل يبتسم ويزغرد ما يعني أننا بحاجة الى جرعات من الفرح لنواصل».
مع دخول الـ»توك التوك» الى سوق العمل في النبطية، شهد سوق التاكسي تغييراً جذرياً، سرق الأنظار وسرق الزبائن من سيارة الأجرة لأنّه أرخص، اليوم ومع دخوله على خط الأعراس، حكماً سيستقطب اليه العرسان الباحثين عن التميّز، سيشهد نهضة وأزدهاراً، فالـ»توك التوك» قد يكون جزءاً من السياحة الداخلية، فركوبه يجعلك ترى المدينة من منظار آخر، والعرس ايضاً كان من منظار إسقاط السعادة على المدينة ولو لبعض الوقت.