كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
انفرجت أزمة النفايات في صيدا على جملة من الوعود، يُنتظر تطبيقها على أرض الواقع خلال الأيام القليلة المقبلة، لتعود المدينة إلى سابق عهدها خالية من النفايات المتراكمة سواء في الأحياء أم الشوارع أو الحاويات، وإلى خارطة المدن النظيفة التي لطالما تفاخرت بنظافتها منذ سنوات طويلة.
الانفراج الذي سحب فتيل الإنفجار البيئي، جاء خلال اجتماع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي مع مسؤولي مبادرة «صيدا تواجه»: النائبان عبد الرحمن البزري وأسامة سعد، النائبة السابقة بهية الحريري، ومسؤول «الجماعة الإسلامية» بسام حمود ورئيس البلدية محمد السعودي، بحضور وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي وممثلين عن وزارة المالية والبيئة، حيث جرى بحث سبل معالجة مشكلة النفايات في صيدا.
وأبلغت مصادر المشاركين «نداء الوطن» أنّ الإجتماع الذي دام نحو ساعة ونيف كان إيجابياً، وتخلّله موقف موحّد من المشاكل البيئية التي تعاني منها صيدا ومنطقتها، من تراكم النفايات إلى جمعها ونقلها، مروراً بمعمل معالجة النفايات الصلبة في منطقة سينيق، وصولاً إلى ضرورة دفع المستحقّات المالية سواء للبلدية أم لاتحاد بلديات صيدا – الزهراني أم للشركة المتعهّدة جمع النفايات ونقلها.
وأكّدت المصادر أنّ ميقاتي قطع وعداً بدفع جزء من المستحقّات المالية لشركة NTCC خلال الأيام القليلة المقبلة (بعدما تعذّر حضور وزير المالية يوسف الخليل شخصياً فأرسل ممثّلاً عنه)، على أن يتمّ تمديد عقد الشركة حتى 31 أيار 2023 وفق ما كان سابقاً، وبعدما طلبت وزارة الداخلية والبلديات وقف كل عقود البلديات مع نهاية العام الجاري.
وأوضح البزري لـ»نداء الوطن» أنّ الإتفاق شمل أيضاً، «إضافة إلى دفع جزء من المستحقّات المالية ما بين 3-4 مليارات ليرة لبنانية، وتمديد عقد الشركة وفق ما كان العقد الأساسي، رفد الصندوق البلدي المستقلّ بالأموال لدعم البلديات كافة، وتأمين المتطلّبات المالية لاتحاد بلديات صيدا – الزهراني في المرحلة المقبلة، والأهمّ التمنّي على وزارة البيئة تحريك ملفّ معمل معالجة النفايات في سينيق والإشراف عليه للتأكّد من سلامة العمل وبأفضل طريقة، لا سيّما أنّه يتحمّل خدمة 350 ألف مواطن في المنطقة». وتحدّث البزري عن «توافق مبدئي على أنّ الحل الدائم لتفادي مشكلة تراكم النفايات، هو قيام بلدية صيدا بعملية جمع النفايات ونقلها في المدينة كما كانت تفعل سابقاً من دون انتظار أي تلزيم أو عقود لشركة متعهّدة، وأنّه إلى حين انتهاء العقد الحالي للشركة نهاية أيار المقبل، يمكن لها الإستعداد لهذا الأمر إذا اتّخذ قرار بذلك».
أمّا حموّد فوصف اللقاء مع ميقاتي بـ»الإيجابي»، وقال لـ»نداء الوطن»: «لقد أبدى كلّ تعاون في سبيل إيجاد الحلول العملية للأزمة، إن كان على صعيد تمديد العقد مع الشركة المتخصّصة بجمع النفايات أو لناحية صرف الأموال المستحقّة من صندوق البلديات»، وأضاف:»جرى البحث بالحلول المستدامة بعد انتهاء العقد مع الشركة في شهر أيار 2023 وذلك من خلال دراسة إمكانية قيام البلدية بشكل مباشر بعملية جمع النفايات ونقلها، وبقضايا تتعلّق بمعمل الفرز وأمور صيداوية أخرى».
على أرض الواقع، واصلت الشركة المتعهّدة جمع النفايات بوتيرة بطيئة، لم ترق إلى مستوى معالجة المشكلة لجهة تكدّس أطنان النفايات في الأحياء والشوارع وداخل الحاويات وبجوارها وعلى الأرصفة وقرب المدارس والمستشفيات والمستوصفات، بعدما وجدت نفسها محرجة أمام الضغط السياسي والقضائي خاصة خلال هذه الفترة قبل انتهاء مدة العقد، بينما قناعتها أنّه بعده لا يمكن إلزامها بشيء، ليأتي قرار التمديد لها من وزارة الداخلية والبلديات حتى نهاية أيار، بانتظار إعلان موقفها كما فعلت قبل أيام في كتاب إبلاغ السعودي بأنها لم تعد مسؤولة عن جمع النفايات ونقلها بدءاً من 1 كانون الثاني المقبل، والبيان التوضيحي للرأي العام.