Macario 21 News
مقالات مشابهة
كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
خلال جولته الشمالية، كانت لوزير الصحّة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض محطة في بلدة الحيصة في منطقة سهل عكار، حيث اجتمع مع عدد من رؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها وفاعلياتها، بهدف الإطلاع على سير خطة التلقيح ضدّ وباء الـ»كوليرا». الّا أنّ الـ»كوليرا» كانت أقل المواضيع التي تناولها الحديث لأنّ رؤساء البلديات حملوا إلى اللقاء هموم مزارعي عكار، ومنطقة السهل بالتحديد، ووصفوا ما حلّ بهذه الفئة بالكارثة.
حاول رئيس بلدية تلبيرة عبد الحميد صقر أن ينقل الى الوزير هذه الهموم، باسم عموم المزارعين في منطقة السهل، وتناول في كلمته الإفتتاحية مسألة التناقض في التصريحات الوزارية. فوزير الصحة يقول إنّ خضار عكار ومزروعاتها تروى من مياه ملوّثة بينما يؤكد وزير الزراعة أنه «لم يثبت حتى الآن أنّ المزروعات في لبنان ملوثة أو هي أحد مسبّبات مرض الكوليرا». ولفت صقر إلى أنّ «أكثر من 90 في المئة من أراضي منطقة سهل عكار المزروعة تُروى من الآبار وليس من أي مصدر ملوّث»، وتساءل: «لماذا لا يزورنا وزير الزراعة في عكار ويعلن من هنا ما لديه من فحوص واختبارات تفيد بأنّ مزروعاتنا غير ملوّثة حتى تعود ثقة الناس بهذه المزروعات؟».
ما قاله صقر أمام وزير الصحة هو لسان حال مزارعي سهل عكار الذين تأذّت مواسمهم منذ ظهور الـ»كوليرا» في عكار، وهم الآن يحاولون بشتى الوسائل إقناع الناس بأنّه لا صحة للأخبار التي تتحدّث عن تلوث المزروعات طالما أنّها تُروى من مياه الآبار، ولكن من دون جدوى.
وما يحزّ في نفوس المزارعين في سهل عكار أنه ومنذ بداية أزمة الـ»كوليرا»، زار وزير الصحة محافظة عكار 3 مرات متتالية للإطلاع على أوضاع المسشتفيات والمرضى في حين أنّ زميله وزير الزراعة عباس الحاج حسن لم يزر المنطقة حتى الآن بالرغم من مناشدات المزارعين المتكررة له.
وفي هذا السياق، علمت «نداء الوطن» أنّ وزير الزراعة قد وضع زيارة عكار بالفعل على جدول أعماله في الأيام المقبلة لكنه كان ينتظر صدور نتائج فحوصات عينات المياه والمزروعات التي تجريها الوزارة.
في الأثناء، يصرّ مزارعو سهل عكار على التأكيد أنّ مياههم صالحة للري وبعضهم أجرى فحوصات وتبيّن أنّ مياهه سليمة، لكنّهم يشيرون في الوقت عينه إلى أن كلام المزارع شيء وكلام وزير الزراعة شيء آخر. فبحسب هؤلاء «إذا حضر وزير الزراعة إلى عكار وأطلع الناس على ما لديه من نتائج فستتشجّع وتشتري الخضار والفاكهة من جديد ولن تستمر الخسارة كما هي الآن».
