زار وفد من “لقاء سيدة الجبل” و”التجمع الوطني” و”حركة المبادرة الوطنية” غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وقدم مذكرةً إلى غبطته تلاها الدكتور رضوان السيد، وجاء فيها:
صاحبَ الغبطة والنيافة،
سلامُ اللهِ عليكم ورحمتُه وبركاتُه.
أتينا اليوم نحن هذه النخبة من لقاء سيدة الجبل والتجمع الوطني اللبناني وحركة المبادرة الوطنية ومعنا جمهورٌ كبير إلى هذا الصرح الوطني الكبير في بكركي، لتقديم التحية والتأييد لمبادرتكم، بل مبادراتكم الشامخة في سماء الوطن والمنطقة. نحن المواطنون اللبنانيون نعرف شيمكم الشخصية العالية وقد انضويتم في تقليد أسلافكم البطاركة العظام، الذين قادوا وحموا جماعات المؤمنين، ورعوا استقلال هذا الكيان، بوصفه وطناً نهائياً لجميع أبنائه، عربيّ الهوية والانتماء وحامل رسالةٍ ساميةٍ في محيطه وله وللعالم.
سيّدي صاحبَ الغبطة والنيافة،
لقد كنتم وما زلتم، كما هو شان بطاركة بكركي، نموذجاً للراعي الصالح يُسدّدُ الخطى، ويدعو لرعاية الخير العام بدعوة سائر المسؤولين للتمسّك بثوابت لبنان التأسيسية، وتحييده عن لعبة الأمم القاتلة، والعودة إلى المعنى النبيل للسياسية بوصفها فنّاً راقياً لخدمة الانسان والمواطن لا لخدمة شخصٍ بعينه، كما سبق لكم القول قبل سنوات. وما أزال أذكر إلحاحكم على الشراكة الوطنية، البعيدة عن الاستئثار والتبعية. وعندما رأيتم ما يحدث بخلاف ذلك كلّه، كأنما نحن محكومون بحكومةٍ عدوّة أو أنها تحكمُ شعباً عدوّاً، أعلنتم الاعتراض بإسم المواطنين وباسم الوطن، ولا أحد أولى بذلك من بكركي.
صاحبَ الغبطة والنيافة،
لقد دعوتم إلى تحرير الشرعية، وإلى الحياد، وإلى الإنقاذ الوطني وتباشيره حكومة أخصّائيين غير حزبيين. ووصلتم أخيراً للمناداة بمؤتمرٍ دولي لإنقاذ لبنان، يساعد في استعادة الثوابت والأصول وعلى رأسها وثيقة الوفاق الوطني والدستور، وقرارات الشرعية الدولية.
إننا نقفُ معكم وخلفكم في الدعوة التي نفهمُها ونثقُ بها نداءً صادقاً ومسؤولاً في اتجاهين:
• في اتّجاه جميع اللبنانيين، كي يتضامنوا في تحرير الشرعية من تعددية السلاح والاستئثار بالقرار، وحماية الدولة من مصائر الفشل والإفلاس السياسي والمالي والأخلاقي، والإصغاء لصيغة عيشهم المشترك بحماية وثيقة الوفاق الوطني والدستور.
• وفي اتّجاه الأسرةِ الدولية، للوفاءِ بالتزاماتها تجاه لبنان ومنها تنفيذَ القرارات الدولية المتعلّقة بسيادة لبنان، لا سيما القرار 1701 الذي نصَّ في مقدّمتِه على استنادِه إلى مرجعيةِ اتفاقِ الطائف، فضلاً بالطبع عن القانون الدولي.
كيف يُقال إنكم تسعون للحرب والتدويل وتجاوز العقد الوطني، وقد صغتم في عظتكم الأخيرة مطلبكم في جملةٍ هي فَصْلُ الخطاب: “نريدُ مؤتمراً دولياً خاصاً بلبنان، لحمايةِ وثيقةِ وفاقنا الوطني ودولتِنا الواحدة السيِّدة المستقلة”.
نعم لجبهة وطنية عريضة لتحرير الشرعية، والحياد الإيجابي، والمؤتمر الدولي من أجل الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية من أجل لبنان.
دمتم يا صاحبَ الغبطة والنيافة للبنان الذي ينهض بهمّتكم وهمم كل الوطنيين المخلصين.
وضم الوفد : أحمد فتفت، إدمون رباط، أسعد بشارة، أمين بشير، انتونيا الدويهي، أنطوان قسيس، ايلي الحاج، ايلي القصيفي، ايلي كريللس، أيمن جزيني، أحمد الأيوبي، أنطوان إندراوس، بدر عبيد، بديع سنّو، بهجت سلامة، بول منيّر، جورج كلاس، جوزف كرم، حامد الدقدوقي، حُسن عبود، حسان قطب، حسين عطايا، خليل طوبيا، راويه حشمي، رلى دندشلي، رضوان السيّد، رودريك نوفل، زياد عيتاني، زياد الغوش، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بوغاريوس، سيمون جورج كرم، شربل عازار، طوني حبيب، عادل جابر، عامر أرناؤوط، عبد الرحمن المبشر، علي حماده، عطالله وهبه، فادي أنطوان كرم، فارس سعيد، فجر حسين ياسين، فؤاد مكحل، قاسم يوسف، كمال الذوقي، لينا التنير، ماجد كرم، ماجدة الحاج، ماريان رنّو، محمد العرّه، منى فياض، مياد حيدر، نبيل يزبك، هشام عليوان، هشام قطب.
المركزية