زيتون عكار: السرقات تدفع إلى قطافه قبل المطر

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

يعدّ موسم الزيتون من المواسم الأساسية التي يعتمد عليها أهالي عكار لا سيما في منطقة القيطع، لجهة تأمين دخل مادي للعائلات من جهة، ومونة البيت من زيتون وزيت من جهة أخرى.

في العادة يبدأ موسم الزيتون في البلدة من أواخر أيلول حتى بدايات كانون الأول، وأول من تبدأ العمل به المعاصر، فتجهّز أوضاعها، اذ يمرّ الموسم بعد ان ينضج بمرحلتين: الأولى قطاف الحب عن الشجر، والثانية مرحلة العصر وإنتاج الزيت، والمرحلتان مهمتان لكل عائلة ترغب بالتموّن المنزلي من الزيتون والزيت من سنة إلى أخرى. وتحتاج عائلة عكارية متوسطة الأفراد (6 أشخاص) إلى 6 مرطبانات (10 كيلوغرامات) من الزيتون المكبوس بالحر والحامض سنويا وكذلك إلى صفيحتي زيت. أما العائلات المقتدرة ماديا فتتموّن زيتوناً محشواً أيضاً بالجوز واللوز وغيرهما من الأصناف.

تأخّر المطر قليلًا لكن الكل بات هذه السنة مجبراً على بدء الموسم باكراً، حتى أصحاب البساتين القريبة من بيوتهم وأولئك الذين كانوا ينتظرون ليشرب شجر الزيتون من مياه الشتاء فتربو الحبة وتخضرّ فتصبح أنضج وأطيب في المونة، شرعوا بقطاف المواسم سريعاً خوفاً عليها من السرقة التي تنتشر هذه السنة بشكل واسع في القرى والبلدات وبين البساتين، بعدما خسر الكثير من الشبان أعمالهم وتحولوا إلى سرقة الزيتون وبيعه.

وتعاني العائلات في عكار خصوصا تلك التي لا تملك بساتين خاصة من الزيتون ولا المال لضمان بساتين من التجار، من تأمين مونتها، فيعمل البعض لدى أقربائهم أو جيرانهم لمساعدتهم بقطاف الموسم وأخذ بدل أتعابهم زيتوناً؛ في حين يوفّر أصحاب البستان أجرة اليد العاملة.

أصحاب المعاصر
أصحاب معاصر الزيتون، ورغم الإرتفاع الكبير في أسعار المازوت والإنقطاع الدائم للتيار الكهربائي، فتحوا معاصرهم للعمل وعصر الزيتون لأصحاب البساتين، ويتقاضون مقابل عصر الحب إما مالًا أو زيتًا (رطل لكل تنكة زيت). وكان سعر “تنكة” الزيت في السابق بحدود الـ 150 الف ليرة، أي ما يعادل 100 $ قبل الإنهيار، وهي ما زالت تباع الآن بين 75 و 80 $ لكن هذا المبلغ أصبح بحدود معاش شهر كامل لذوي الدخل المحدود، وما أكثرهم في عكار.

ويرفع أصحاب المعاصر في عكار الصوت ويشيرون إلى أن أغلب العمل هذا الموسم أصبح خسارة لأن كل شيء يرتفع، من أجور اليد العاملة إلى المازوت إلى كل شيء يدخل في هذه الصناعة.

شاهد أيضاً

جميل السيد يعلّق على تفتيش هوكستين… والسيادة تُشعل التصفيق!

كتب النائب جميل السيد عبر منصة “اكس”: ‏وأخيراً وصل هوكشتين صباح اليوم… وهنالك شبه إجماع …