توجه الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، بتكليف من الأمين العام أحمد أبو الغيط ، إلى لبنان بهدف استشراف آراء القيادات السياسية حول الاستحقاق الرئاسي المقبل، والنظر في سبل معالجة الانسداد السياسي الذي تعاني منه البلاد، انطلاقا من حرص الجامعة على مواكبة لبنان في كافة المحطات الهامة واستشعارا منها للتداعيات الخطيرة التي ستترتب على دخول البلاد في فراغ رئاسي في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية قبل انتهاء المهلة الدستورية في ٣١ الشهر الجاري.
واستهل الموفد الشخصي للأمين العام زيارته بعقد عدة لقاءات مع زعماء الكتل النيابية من كافة ألوان الطيف السياسي، شملت الرئيس نبيه بري ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل، بالاضافة الى عدد من النواب التغييرين والمستقلين.
والتقى زكي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، وأجرى مباحثات مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب.
واستمع زكي خلال هذه اللقاءات إلى مختلف وجهات النظر حيال الاستحقاق الرئاسي وتداعيات الدخول في شغور رئاسي، خاصة مع ضيق الوقت المتاح لاستكمال هذا الاستحقاق في موعده.
وصرح زكي عقب الزيارة انه استشعر تباينا كبيرا في وجهات النظر بين الزعماء السياسيين، فضلا عن ضعف قنوات التواصل فيما بينهم، الأمر الذي قد يدخل البلاد في وضع شديد الصعوبة، خاصة في ضوء حالة الانشغال الدولي بالأزمة الأوكرانية.
وأضاف الامين العام المساعد: “لبنان لا يتحمل حالة “الاعتياد على الازمة” او القبول بالفراغ الرئاسي في ضوء الأزمة الاقتصادية الشديدة التي يمر بها، والتي انعكست على الحالة المعيشية للمواطنين وعلى الوضع الاجتماعي في البلاد على نحو يمثل مصدر قلق وانزعاج لكافة محبي لبنان وداعميه”.
وناشد زكي، خلال المقابلات التي اجراها، كافة القيادات السياسية تقديم المصلحة الوطنية والجلوس سويا وفتح قنوات التشاور من أجل التوافق على هذا الاستحقاق الدستوري الهام، لافتاً الى أن ترف الوقت غير متوفر، والتعويل على الحلول الخارجية وحدها لن يسهم في حل الأزمة في ضوء التوتر الشديد على الساحة الدولية وتفاقم حدة الازمات العالمية.
وجدد زكي استعداد الجامعة العربية القيام بأي دور يطلب منها لمساعدة لبنان في تجاوز الازمة السياسية، خاصة وأن كافة الاطراف التي التقاها رحبت بمواكبة الجامعة العربية للبنان في هذه المرحلة المهمة.