تعهدت بعدم التساهل مع الاحتجاجات.. إيران: محاولات أميركا لانتهاك سيادتنا لن تمر من دون ردتعهدت بعدم التساهل مع الاحتجاجات.. إيران: محاولات أميركا لانتهاك سيادتنا لن تمر من دون رد
دعا رئيس السلطة القضائية في إيران إلى “عدم التساهل” مع المتظاهرين بعد 9 أيام من الاحتجاجات في أنحاء البلاد على وفاة شابة أثناء توقيفها لدى شرطة الأخلاق، وقالت الخارجية الإيرانية إن “المحاولات الأميركية لانتهاك سيادتنا على خلفية الاحتجاجات لن تمر من دون رد”، وفق ما نقلت “الجزيرة”.
وتشهد مختلف أنحاء إيران مظاهرات عقب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاما) بعدما اعتقلتها شرطة الأخلاق بسبب ارتدائها “ملابس غير لائقة”.
وبينما قال ناشطون إن الفتاة تلقت ضربة قاتلة على رأسها أثناء احتجازها، نفى المسؤولون ذلك وأعلنوا فتح تحقيق في الحادثة، وفجرت وفاة أميني إدانات دولية، وقالت إيران إن الولايات المتحدة تدعم مثيري الشغب وتسعى إلى زعزعة استقرارها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني لموقع “نور نيوز” الإخباري التابع لجهاز أمني كبير، في بيان، “تحاول واشنطن دائما زعزعة استقرار إيران وأمنها على الرغم من أنها لم تنجح في ذلك”.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قال إن الاحتجاج السلمي حق لكل أمة، لكن الولايات المتحدة تدعم مثيري الشغب والأعمال الاستفزازية في إيران، مشيرا إلى أن تدخل واشنطن في شؤون طهران الداخلية يتعارض مع رسائل البيت الأبيض الدبلوماسية، وفق تعبيره.
يأتي هذا في وقت تواصلت فيه الاحتجاجات الليلية في العاصمة الإيرانية (طهران) ومدن عدة لليوم التاسع على التوالي، إذ خرج محتجون في مدينة سنندج بمحافظة كردستان (غرب) ومدينة آمل بمحافظة مازندران شمالي البلاد.
كما تجمع المحتجون في مدينة شيراز بمحافظة فارس جنوبي البلاد، وتفيد تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي بأن الاحتجاجات استمرت أيضا في مدينة تبريز بمحافظة أذربيجان الشرقية شمالي غربي إيران، ومدينة رشت بمحافظة غيلان شمالي البلاد.
واستخدمت قوات الأمن الغاز المدمع لتفريق المتظاهرين الذين رفع بعضهم شعار “الموت للدكتاتور”، كما رفع آخرون الشعار نفسه من نوافذ منازلهم في مناطق متفرقة في العاصمة طهران، ورفع متظاهرون شعارات داعمة لحرية المرأة.
ونقل التلفزيون الإيراني عن نائب رئيس لجنة الشؤون الداخلية بمجلس النواب أن الطب الشرعي سيقدم تقريره النهائي عن سبب وفاة مهسا أميني إلى البرلمان في غضون أسبوعين إلى 3 أسابيع.
وفي لندن، اندلعت مواجهات بين الشرطة البريطانية ومتظاهرين خارج السفارة الإيرانية، أدت إلى إصابة 5 شرطيين على الأقل “بجروح خطرة” واعتقال عشرات المتظاهرين.
وأعلن أحد قادة الشرطة اعتقال واحتجاز 739 وصفهم بـ”مثيري الشغب”، بينهم 60 امرأة.
وفي باريس، استخدمت الشرطة الغاز المدمع لمنع آلاف المتظاهرين الذين خرجوا احتجاجا على قمع التظاهرات في إيران من الوصول إلى سفارة الجمهورية الإسلامية.
من جهته، قال رئيس السلطة القضائية في إيران غلام حسين إيجئي إن من وصفه بالعدو يسعى إلى زعزعة الأمن وإثارة الشغب وتهديد أمن واستقرار المواطنين؛ عبر الاحتجاجات الأخيرة في البلاد.
وأضاف، خلال تفقده مركز قيادة شرطة العاصمة طهران، أنه سيجري التعامل بحزم مع العناصر الرئيسة التي تقود الاحتجاجات، ولن يكون هناك تساهل معها، حسب تعبيره.
كما شهدت مناطق عدة في إيران مسيرات مؤيدة للحكومة والنظام في البلاد، وندد المشاركون في المسيرات المؤيدة بما وصفوها بأعمال شغب وفوضى في الاحتجاجات.
وعبّر المتظاهرون عن دعمهم لقوات الشرطة في التصدي للاحتجاجات المناهضة للحكومة، واتهم المشاركون الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل بالتحريض على الاحتجاج.
في المقابل، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن انخراط بلاده في محادثات نووية مع إيران لا يعني غض النظر عن انتهاكاتها لحقوق المواطنين الإيرانيين.
وأضاف سوليفان، في حديث لشبكة “إيه بي سي” (ABC) الأميركية، أن بلاده تعمل على تسهيل وصول المتظاهرين الإيرانيين إلى الإنترنت لإيصال أصواتهم للعالم.
وقد استدعت الخارجية الإيرانية أمس الأحد السفير البريطاني في طهران سايمن شيركليف على خلفية استضافة لندن قنوات ناطقة باللغة الفارسية.
وترى طهران أن هذه القنوات معادية لها وتتدخل في شؤونها الداخلية وتحاول انتهاك سيادة البلاد، وفقا لبيان من الوزارة أكدت فيه أنها أبلغت السفير البريطاني أن هذه القنوات خلقت جوا معاديا لإيران، معربة عن استيائها الشديد من استضافتها في الأراضي البريطانية.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية باستدعاء السفير النرويجي في طهران بشأن مواقف لرئيس البرلمان النرويجي وُصفت بأنها تدخل في الشأن الإيراني.