شدد رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين على أن “الأولوية اليوم هي لبرامج إنقاذ حقيقية، وليس لتضييع الوقت ولنقاشات وجدالات عقيمة التي لا تجدي ولا تغني، مع احترامنا وتقديرنا لكل الاستحقاقات الدستورية والسياسية”.
وخلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة ميس الجبل قال صفي الدين: “على البعض في لبنان أن يعرفوا أن كثرة إشغال الناس بملفات سياسية ليست أولوية، ولا توصل البلد إلى نتيجة، وبدلاً من أن نأخذه إلى نقاشات وخلافات سياسية لم تحل في السابق، وليست جاهزة لأن تحل الآن، يجب أن يتوجه الجميع نحو الحلول الحقيقية، وأن يجتمعوا ويتجاوزوا ولو نظرياً الخلافات ويلغوا بعضها من أجل أن يتفقوا على علاج لهذه الأزمة التي إذا ما عولجت استفاد منها الجميع، ولا يستفيد منها طرف دون طرف آخر”.
ورأى أن “هناك كلاماً سياسياً وتصعيداً وحروباً تفتح في غير محلّها على الإطلاق، وبالتالي، فإن الحرب الحقيقية التي يجب أن يخوضها لبنان اليوم، هي حرب استعادة الثروات والسعي لإيجاد الحلول للخروج من الأزمات، والوصول إلى قرار اقتصادي مستقل يبني البلد بسواعد وببرامج وعقول أبنائه، وليس بالاستعانة بالآخرين الذين يريدون أن يفرضوا شروطاً، ولكن إذا كانت الاستعانة بالآخرين من أجل المساعدة والإعانة، فهذا شيء جيد”.
وقال: “أنتم يا من تدعون أن هناك أصدقاء للبنان، وتحاربون وتخاصمون قسماً من اللبنانيين تحت عنوان أنكم تريدون أن تحافظوا على صداقة هؤلاء الأصدقاء، عليكم أن تعلموا أن هؤلاء الأصدقاء قادرون على معالجة المشاكل وإزالة العراقيل التي يضعونها هم، ولكنهم لا يفعلون ذلك، لأنهم أعداء وفي أحسن الأحوال خصوماً، ولأنهم لا يريدون للبلد أن يتخلّص من كل أزماته ويعالج مشاكله، بل نجد أن بعضهم يعمل على تعميق هذه الأزمة، والمؤسف أن هناك فريقاً من اللبنانيين يدافع عن هذه المواقف، ويساهم في تعميق المشكلة الاقتصادية والمعيشية في لبنان، بينما الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي من الأصدقاء الحقيقيين الذين فتحوا للبنان الأبواب، وقدمت العديد من العروض للبنانيين من أجل مساعدتهم في محنتهم لا سيما لحل مشكلة الكهرباء، علماً أن إيران بلد قوي ومقتدر على المستوى الصناعي وإنتاج الكهرباء وفي مجالات عديدة، فهذه هي الصداقة الحقيقية”.
وأضاف: “سوريا أيضاً فتحت أبوابها للبنان، ولكن هناك أناس لا يريدون فتح هذه الأبواب، ويريدون لها أن تبقى مغلقة، فأي عاقل وفاهم في الأزمنة العادية والرخاء قبل الشدة، يتحدث عن اقتصاد لبنان ولا يؤمن ولا يعمل لكي يفتح لبنان حدوده مع سوريا التي هي المنفذ البري الوحيد للبنان، علماً أن لبنان في أيام الرخاء كان بأشد الحاجة إلى سوريا، فكيف بأيام الشدة”، مردفا “هذا العقل الذي يواجه منطقنا هو عقل عقيم ولا يريد أن يبني بلداً، ونحن جربناهم، فهؤلاء لا يبنون بلداً، ولا يعرفون كيف يبنون بلداً، وليس لهم أي تاريخ ببلد كان مبنياً في يوم من الأيام، فتاريخ هؤلاء الخراب وإثارة الحروب ووضع اليد بيد الأعداء، وتاريخ التآمر وإثارة الفتن في لبنان، ولذا لا نتوخى من هؤلاء أي شيء، وكما لم نتوخ في يوم من الأيام حين واجهنا العدو أي شيء من قبل هؤلاء وأمثالهم، فإننا في بناء وطننا ومعالجة أزماتنا لا نتوخى من هؤلاء أي شيء”.
وشدد صفي الدين على أن “لبنان يعيش في شدة، ويجب أن نواجه هذه الأوضاع في هذه الشدة بمسؤولية وبحضور في الساحة والعمل الجاد، فنحن نبذل غاية إمكاناتنا، وهذا لا يحتاج إلى تبيان، وسنبذل كل ما أعطانا الله من إمكانات من أجل أن يبقى مجتمعنا قوياً وحصيناً ومتيناً ومتماسكاً ومقاوماً، ونبذل كل الإمكانات من أجل المساعدة على معالجة كل مشاكل البلد، ونفتح كل الأبواب من أجل الوصول إلى معالجات حقيقية في كل المجالات والأوضاع التي تخدم أهلنا وأعزاءنا في هذه المرحلة الصعبة، فهذه هي سياستنا وأولوياتنا، ولم نضع يوماً عنها في يوم من الأيام، ولن نضيع الآن، ولم نحد عنها ولن نحيد في يوم من الأيام، وكما تحمّلنا المسؤوليات الكبيرة في ظروف أصعب، نحن نتحمّل هذه المسؤولية اليوم”.