كتبت سينتيا عواد في الجمهورية
إذا كنتم تنسون بانتظام أين وضعتم مفاتيحكم إضافة الى أمور أخرى مُشابهة، فلقد حان الوقت لبدء التفكير جدّياً في تحسين نظامكم الغذائي للمساعدة على دعم وظائف الدماغ.
أظهرت الأبحاث العلمية أنّ الحمية الغذائية تستطيع التأثير في الإدراك، والذاكرة، وخطر الإصابة بالخرف والألزهايمر. ومن بين كافة النتائج التي توصّل إليها العلماء، كان من اللافت التركيز المستمرّ على فاكهة واحدة تؤدي الدور الأبرز في حماية الأعصاب: التوت الأزرق.
وسلّطت اختصاصية التغذية شاريل موساتو، من الولايات المتحدة، الضوء على أبرز خصائص التوت الأزرق، والتي بفضلها لُقِّبت هذه الفاكهة بالصديقة الوفيّة للدماغ:
منجمٌ من مضادات الأكسدة
تُعتبر حفنة يومية من التوت الأزرق ممتازة للحفاظ على دماغ صحّي وشاب. إنه يحتوي على مواد فلافونويد المضادة للأكسدة التي رُبطت بخفض التدهور المعرفي وتحسين الذاكرة والمساعدة على تدمير الجذور الحرّة التي تُتلف خلايا الدماغ. ناهيك عن أنّ التوت الأزرق يحتوي على مواد «Anthocyanins» المضادة للأكسدة التي تملك خصائص مضادة للالتهاب، وتُحسّن الإدراك وتحمي الأعصاب.
خفض خطر الأمراض العصبية
وجدت دراسة نُشرت عام 2015 في «Alzheimer’s and Dementia» أنّ التقيّد بحمية «MIND»، التي تجمع بين الغذاء المتوسطي وحمية «DASH» الهادِفة إلى خفض ضغط الدم، مرتبط بتقليل خطر الإصابة بالخرف بنسبة 53 في المئة. يُعتبر التوت الأزرق وجبة خفيفة ممتازة لصحّة الدماغ. واللافت أنّ نظامَي «MIND» والبحر الأبيض المتوسط يساهمان في حماية الدماغ، والتوت الأزرق هو جزء من هاتين الحميتين.
تحسين المزاج
حلّل الباحثون التوت الأزرق بمختلف أشكاله لمعرفة انعكاساته على أمراض الصحّة العقلية مثل الكآبة والقلق. وبحسب مراجعة نُشرت عام 2017 في «Nutrients»، استُخدم مسحوق التوت الأزرق المجفّف بالتجميد لدراسة أعراض المزاج عند الأولاد والشباب. ووجد الباحثون أنّ التوت الأزرق حَسّن أعراض الكآبة لدى المجموعتين، ولكن من دون تغيير في القلق.
كذلك توصلت دراسة صدرت عام 2020 في «British Journal of Nutrition» إلى نتائج مُماثلة، حيث قُدِّم لِمَن يبلغون 12 إلى 17 عاماً مسحوق التوت الأزرق، وقالوا إنهم عانوا أعراض كآبة أقلّ بعد مرور 4 أسابيع فقط. وبحسب مراجعة نُشرت عام 2022 في «Scientific Reports»، تبيّن أنّ مختلف أشكال التوت الأزرق مرتبطة بتحسين الوظيفة الإدراكية عند كبار السنّ. وفي حين أنّ التوت الأزرق أظهر آثاراً واعدة على اضطرابات المزاج، غير أنّ تناوله لا يحلّ مكان الدواء إطلاقاً. إذا كنتم تحصلون على دواء لعلاج الكآبة، أو القلق، أو أي مشكلة نفسية أخرى، لا تتوقّفوا عنه من دون التحدّث أولاً إلى الطبيب.
كم تبلغ الحصّة الموصى بها؟
ليس المطلوب منكم تناول التوت الأزرق يومياً. من المُفيد جداً الحصول على مجموعة متنوّعة من الخصار والفاكهة، بما أنّ المنتجات الطبيعية غنيّة كلّها بمضادات الأكسدة.
ولكن إذا أردتم إضافة المزيد من التوت إلى نظامكم الغذائي، فإنّ حفنة من التوت الأزرق كفيلة بالحفاظ على دماغ صحّي. وبالفعل، فقد وجدت دراسة نُشرت عام 2020 في «Advances in Nutrition» أنّ 1/3 كوب فقط من التوت الأزرق الطازج أو المثلّج يومياً، له منافع صحّية. لذلك يمكنكم الجمع بين هذه الحصّة وكوب من التوت الأزرق مرّات قليلة في الأسبوع مع الاستمرار في حصولكم على الامتيازات الصحّية.