عدوان أطلق مشروع تحويل مرج بسري الى محمية طبيعية: لا يمكننا ان نحول لبنان الى سياحة سدود فاشلة

عقد عدد من نواب تكتل الجمهورية القوية مؤتمرا صحافيا في مرج بسري لإطلاق اقتراح قانون لتحويل مرج بسري إلى ‏محمية طبيعية. وفي المناسبة التي شارك فيها رئيس لجنة البيئة النيابية عضو التكتل النائب غياث يزبك والنائبان غادة ايوب ونزيه متى.

وأعلن نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان، من باحة كنيسة السيدة العجائبية في منطقة بسري، المحاذية لموقع المرج، أنه تقدم بإقتراح قانون الى مجلس النواب بتحويل المرج الى محمية طبيعية، منددا بسياسة السدود العشوائية التي أثبتت أن تجربة السدود كانت فاشلة، مؤكدا انه “لا يمكننا ان نحول لبنان الى سياحة سدود، خصوصا وان السدود تغور فيها المياه ولبنان واحات طبيعية وبيئية”. وقال: “نحن أمام معركة كبيرة يجب ان نخوضها هي معركة مرج بسري”.

وتحدث عدوان خلال ندوة صحافية، حضرها نواب تكتل “الجمهورية القوية” غادة أيوب وغياث يزبك ونزيه متى ورؤساء بلديات دير القمر ملحم مستو، المطلة ارنست عيد ومزرعة الضهر حسيب عيد وعلمان روجيه مقصود، الأمين العام للمجلس اللبناني الالماني للثقافة والآثار نادر فواز وعدد من الجمعيات البيئية والناشطين ومسؤولي “القوات” في المنطقة واهالي من قرى جزين والمنطقة.

وكان توجه عدوان فور وصوله الى المكان، الى كنيسة السيدة العجائبية التاريخية، حيث استمع من كاهن الرعية الأب سام اسكندر لتاريخ الكنيسة الذي يعود لمئات السنين، فيما اعرب عدوان عن اعجابه بالكنيسة وزخرفتها.

وتوجه الى باحة الكنيسة، حيث استهلت الندوة بالنشيد الوطني، ثم قال عدوان: “نلتقي اليوم في مرج بسري، هذا المرج الذي هو جنة من جنات ربنا على هذه الأرض، فمن واجبنا جميعا المحافظة عليه، بكل ما أوتينا من عمل وقوة ونضال. نلتقي اليوم بعد أن أوقفنا مشروع السد، الذي كان سيدمر هذه البيئة الخضراء الجميلة والأماكن الأثرية. فهذه الكنيسة التي عمرها آلاف السنين، ومثلها يوجد العشرات من المواقع الأثرية في موقع السد. جئنا اليوم كاتحادات بلديات ورؤساء بلديات واعضاء مجالس بلدية ومخاتير وجمعيات بيئية ومجتمع مدني، ومناضلين يعود لهم الفضل أفرادا وجماعات، في ايقاف هذا مشروع السد، فأنتم من أوقف المشروع، الناس، كل البلديات والمناضلين”.

وحيا الجمعيات البيئية ورئيس جمعية الأرض بول ابي راشد “الذي كان ينسق معنا ومع كل الجمعيات، والدكتورة يزبك ساهمت معنا بهذا المشروع، واقتراح القانون هذا، وقبل ان نقدمه، تشاورنا مع العديد من الجمعيات البيئية، الاستاذ كنعان من جزين، وهنا أحيي الجمعيات فردا فردا، ولولاكم لما استطعنا ايقاف مشروع السد، وبدونكم لن نستطيع ان نحول هذا المشروع السد الى محمية، والذي هو موضوعنا اليوم”.

أضاف: “من قرى جزين الى قرى الشوف، وكل الذين يتضامنون معنا في كل لبنان، من محبي البيئة، أقول لكم، اننا سويا أوقفنا المشروع، ومعا سنحول هذه المنطقة الخضراء الى جنة فعلية، الى محمية، ونحن تقدمنا منذ يومين بإقتراح قانون وفقا لكل المتطلبات الجديدة، التي صدرت في القانون 2019، عن إنشاء المحمية، ووضعنا اقتراح القانون بشكل ان يكون متوافرا ومتلائما مع المعطيات، حتى نستطيع بأسرع وقت ان نعمل لإقراره، وهنا لا بد من الاشارة الى ان اللقاء الديموقراطي كان تقدم بإقتراح قانون بالاتجاه نفسه، ونحن على تنسيق وتواصل كامل، ونضم جهودنا، لأنه عندما يضع الجميع يدهم مع بعضهم البعض بالخير وللمشاريع البناءة، نستطيع عندها ان نبني وطننا الذي يقوم على سواعد كل الناس، وعلى تفاهم كل المواطنين وكل المخلصين، فالوطن يعاني اليوم، وعلى كل اللبنانيين الاحرار والمخلصين أن يضموا كل جهدهم لبعضهم، ليس فقط في المشاريع البيئية، لأنه بالنهاية لبنان وطننا، وثروته وطبيعته وأرضه وترابه لنا جميعا، وواجباتنا ان نكمل المسيرة، ووعدنا اننا سنكملها معا ويدا بيد، لأن من لديه وطن مثل لبنان، من الحرام ان يضحي بذرة تراب من ترابه”.

وتابع: “معارضتنا للسد، كانت مبنية على أمور علمية، وليس من منطلق كيدي، نحن عارضناه، لأن المعطيات العلمية والبيئية والتقنية، لا تسمح بأن نقيم السد، فعندما فكروا بالسد، لم توضع دراسة للأثر البيئي، نحن اليوم ولحسن حظنا، انه حضر معنا في اللقاء رئيس لجنة البيئة النيابية النائب غياث يزبك، فالبيئة اليوم تأخذ اكبر اهتمام ممكن في كل بلدان العالم، واليوم يجب أن تأخذ الاهتمام الكافي في لبنان، ففي بلدان العالم، ليس هناك من قانون او مشروع او بلدية او طريق تشق، الا وتتم وضع دراسة الاثر البيئي الذي يفرضه القانون. هنا للأسف لم تتم دراسة الأثر البيئي، ولم تتم دراسة التربة، وان تجربة السدود في لبنان كانت فاشلة، اذ ليس هناك من سد انشئ في لبنان، (المسيلحة وكلفته 95 مليون دولار، بريصا 27 مليون دولار، القيسماني 30 مليون دولار، جنة 750 مليون دولار، بقعاتا 120 مليون دولار، بلعة 90 مليون وحدث ولا حرج ..) لذلك نريد ان نتحدث بالعلم، فكل الدراسات أظهرت ان لبنان هو خزان للمياه الجوفية، وأكبر برهان على ذلك، انه اذا كان هناك اربع ابار ارتوازية في اماكن مختلفة، كانت تحفر في منطقة المرج، على ارتفاع 120 مترا، تفجرت المياه وتدفقت، وهي مياه عذبة، وكلفة استخراجها لا تشكل 10 % من السدود. للأسف ان مياه السد التي كانت ستؤمن، كانت ستختلط بمياه سد القرعون، والمسؤول عن مصلحة الليطاني الذي يتبع عمله الدكتور سامي علوية، قال حرفيا: يلزمنا 7 او 8 سنوات حتى نتمكن من استعمالها بسبب التلوث الذي تشكو منه.”

واعتبر ان “السد لا يؤمن المتطلبات، بين نتائج المشروع وكلفته وآثارهه. وستة ملايين متر مربع من الطبيعة الخضراء، ماذا يمكن ان يوازيها؟ لا شيء في العالم. لا يمكننا ان نحول لبنان الى سياحة سدود، خصوصا وان السدود تغور فيها المياه”، مؤكدا ان “لبنان هو واحات طبيعية وبيئية”، لافتا الى وجود “معركة كبيرة يجب ان نخوضها وهي، معركة مرج بسري”.

وتوقف عند محمية الأرز، فأكد انها “تحافظ على البيئة وعلى السياحة”، مشيرا الى ان “افضل طريق للحرائق، والتي كان آخرها في هذه المنطقة، ان يكون عندنا اولا دولة”. ورأى ان “المحميات هي الوسيلة الأفضل حتى نستطيع معالجة قضايا البيئة”.

وحيا أيوب على جهودها وجهود رؤساء البلديات في جزين والشوف مع البنك الدولي، وحيا النائب نزيه متى، “لنؤكد اننا جميعا يدا واحدة، ونحن كتكتل جمهورية قوية تقدمنا بهذا الاقتراح، وهو مدروس من مختلف النواحي القانونية، لكي نحول المنطقة الى محمية”.

وعن الاستملاكات والاموال التي دفعتها الدولة، قال: “هذا السبب الذي يدفعنا الى اقامة محمية، لأن هذه الأراضي لم تعد املاكا خاصة، بل اصبحت ملك الدولة، وعلينا ضمها الى مشاعات بقية القرى، وجميعها سوف تشكل هذه المحمية، التي سوف نورثها لأولادنا كما ورثناها عن أهلنا وأجدادنا، وسوف نحسنها، وفقا للدراسات البيئية والتنوع البيئي. موقع مرج بسري هو من المواقع الثانية في لبنان، الذي تمر عليه الطيور المهاجرة، فضلا عن الاثار البيئية في موقع السد، حيث تقع الكنيسة التي زارها البطريرك، واطلق منها مجمع 1841، وعقد فيها مصالحة على اثر الاحداث، فالمطلوب القيام بجهود كبيرة، حتى نتمكن وبأسرع وقت من إقرار هذا القانون ليتحول المرج الى محمية طبيعية، ونبدأ العمل فيه كمحمية”.

ولفت إلى “المحمية هي التي تحافظ على منع الحرائق، لأنه يكون عندها بشكل دائم حراسة ووجود احاطة لكل مساحتها، فالمحمية هي التي تحافظ على الأرض الزراعية وطريق استعمالها والأماكن الأثرية، وكل هذه الأمور في عهدة مسؤولية مجلس النواب، وسوف يكون هناك جهد يومي ومستمر، حتى نستطيع تحقيق هذا المشروع”.

ودعا الى “العودة الى الاجراءات والتدابير المأخوذة منذ العام 1943، من مراسيم وقرارات وزارية، كانت مهمة جدا نظرا لوجود دولة في ذاك الوقت”، مشددا على “أهمية المحافظة على هذا المرج”، منددا “بالعمل العشوائي المدمر للبيئة والثروة الطبيعية في لبنان”.

وشدد على “أهمية اطلاق هذا المشروع الاقتراح من موقع مرج بسري، وليس من مجلس النواب، لأنه اقتراحكم جميعا، وكل شخص منكم معني به مباشرة، ونحن جئنا لنضم صوتنا الى صوتكم، ونمد يدنا لكم، لأن نضالكم وتضحياتكم وتصميمكم، هو الذي ينجح المشروع بتكاتفنا جميعا، ونحن اليوم جئنا لنكمل العمل البيئي المستمر الذي بدأه الشباب والجمعيات، رغم كل الصعاب”.

شاهد أيضاً

“استقلال البلد مهدد”… باسيل: دخلنا في حرب لم يكن يجب أن نقع فيها

أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أنَّ “الحفاظ على الإستقلال هو أصعب من …