لبنان ثاني أتعس دول العالم

كتبت فالنتينا سمعان في “أخبار اليوم”:

“إذا رأيت النّاس تكثر الكلام المضحك وقت الكوارث فاعلم أنّ الفقر قد أقبع عليهم، وهم قوم بهم غفلة واستعباد ومهانة كمن يُساق للموت وهو مخمور”… عبارة تختصر حال اللّبنانيين مع كلّ أزمة يواجهونها، أو حالة عامّة تفضح مدى ازدراء طريقة عيشهم وواقع حالهم.

لا يخفى على أحد أنّ اللّبنانيين اعتادوا التّعليق على أيّ حدث يخصّهم أو لهم صلة فيه بالتهكّم، فباتت ميزتهم أنّهم يأخذون كلّ ما يدور حولهم بالنّكات والمزاح، ليخفوا أوجاعهم تارة وليبوحوا بما يختلج في نفوسهم طورًا.

آخر فصول هذا الأسلوب، ظهر أمس مع إعادة نشر صورة تصنيف “world index” لأتعس دول العالم التي نُشرت في آذار الماضي، حيث احتلّ لبنان المركز الثاني بعد أفغانستان. وبالطبع، لا يحتاج إثنان إلى الإمعان في تفسير الأسباب، فهي واضحة وضوح الشّمس ولا تحتاج إلى فرضيّات.

اللّافت في تعليقات اللّبنانيين أن معظمهم باركوا لأنفسهم بهذه النتيجة، وشجّعوا بعضهم البعض لتصدّر القائمة السنة المقبلة، فقد كتبت كلير شاكر: “يلا شدوا الهمة فشخة ومنصير بالمركز الأول”، ووافقتها ثريا خليل قائلة: “بدنا نحارب لنوصل للمركز الأول”، لتردّ عليها استر بطرس: “نحن الأول اصلا بس الشغلة فيا واسطة”، أمّا بسام زاهد، فتمنى أن يحالفنا الحظ السنة المقبلة ونحصل على الصدارة.

من جهته، تساءل عباس نحلة عن مصدر التعاسة قائلًا: “وين التعاسة، يجوا يشوفوا المطاعم والمسابح ما فيك تحط إجرك”، وأيّده فواز شحادة وستيف سيرايدريان بقولهما: “ولله كذب فوت انستغرام وشوف!! الحياة عنّا كتير حلوة وما في أزمات ولا شي”، “شكلن ما بيشوفوا ستوريز اللبنانيي”، واستنكرت وعد سكرية غلبة أفغانستان على لبنان، فيما شكرت سابا الخوري المسؤولين اللبنانيين على مساهمتهم في هذا “الإنجاز”.
…ليس غريبًا ولم يكن مفاجئًا أن يتصدّر لبنان قائمة “التعاسة”، ولكن الخوف الأكبر أن تتحوّل هذه “التعاسة” إلى “كآبة” فيُظلم جيل بأكمله وتتحوّل أحلامه من حدود السّماء إلى قعر جهنّم هناك حيث تُحرق قيمته وكرامته…

شاهد أيضاً

جميل السيد يعلّق على تفتيش هوكستين… والسيادة تُشعل التصفيق!

كتب النائب جميل السيد عبر منصة “اكس”: ‏وأخيراً وصل هوكشتين صباح اليوم… وهنالك شبه إجماع …