كتبت لينا فخر الدين في ” الاخبار”:
دعم الحزب الشيوعي اللبناني الياس جرادة حتى النفس الأخير لإيصاله إلى المجلس النيابي. منذ انتخابه، يشير شيوعيون إلى أن الرجل انقلب على البرنامج الذي تم الاتفاق عليه، ولم ينسق معهم في كثير من المواقف، قبل أن يُشارك أخيراً في اجتماعٍ تشاوري مع 15 نائباً «بينهم مستزلمون للسلطة ومدافعون عن النظام الطائفي ومن هم في صف المصارف»، ما دفع الحزب إلى إصدار بيان أخرج الخلاف إلى العلن.
في المقابل، فإن لجرادة روايته. إذ يشدد على أن «الأب البيولوجي» لانتخابه ونواب «التغيير» هو «الحالة الشعبية وليس حزباً محدداً»، مشيراً لـ«الأخبار» إلى أنّ لقاءه مع أي طرف سياسي «ضرورة للحوار، إذ أنّ المواجهة لا تكون عنفية في معظم الأوقات، وإنما فتح النقاش والإقناع هو مواجهة». وتمنى أن «يتوسع اللقاء التشاوري (الذي عقد الإثنين في مجلس النواب) ليشمل كل القوى السياسية»، رافضاً تسميات «قوى السلطة وقوى المعارضة». وأضاف: «مسؤوليتي التواصل مع الجميع، وهذا لا يعني أبداً انضمامي إلى أي فريق أو التزامي بمواقفه، فأنا أُحاور شخصيات من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال»، متسائلاً: «هل نحن شركاء في هذا الوطن مختلفون في الرؤية أم أعداء؟ إذا كنا شركاء علينا التحاور مع كل الأفرقاء الذين أتوا بفعل الانتخابات النيابية الديمقراطية». واستغرب بيان «الشيوعي»، مشيراً إلى أنه يتواصل مع الجميع بمن فيهم قيادة الشيوعي، «لكنني لستُ منظماً في أي حزب».
عضو اللجنة المركزية في الشيوعي جمال بدران قال لـ«الأخبار» إن «الحزب قبل نسج التحالفات الانتخابية، اختار بعناية الأسماء التي يمكن أن يدعمها ووضع برنامجاً مشتركاً مع الحلفاء يُعتبر كمعايير الحد الأدنى التي تلائم الحلفاء ولا تمسّ بالمحظورات، إذ كان الهدف واضحاً وهو عدم التحالف مع أي طرفٍ في السلطة.
وشدّد بدران على «أننا لسنا مع سياسة قطع الرؤوس، لكننا قدّمنا التضحيات في الانتخابات النيابية وقبل الانتخابات ليس من أجل أن نُقدّم التنازلات لهؤلاء النواب»، مُطالباً جرادة بـ«الالتزام بالبرنامج الذي اتفقنا عليه والذي انتُخب على أساسه». فيما يؤكد جرادة أنه ملتزم بالبرنامج الانتخابي، ويقول: «أنا ما زلتُ الياس جرادة ومواقفي ما زالت نفسها»، لافتاً إلى أنه يقدّر تضحيات الحزب الشيوعي، متمنياً أن تكون علاقته بالحزب مميزة.