اعتبرت الهيئات الإقتصادية اللبنانية أن “ما وصلت اليه البلاد من أوضاع مأسوية وتفكك الدولة وتحللها وآخر فصول ذلك مداهمة مصرف لبنان أمس، يدعو للحزن الشديد والخوف مما هو آتٍ”.
واضافت في بيان “لسخرية القدر، الدولة تواجه الدولة… في مشهد غير مألوف وغير مسبوق على المستوى العالمي، ويعطي دلالة واضحة الى ما وصلت اليه البلاد من تشرذم وفوضى عارمة”.
وعبرت الهيئات عن” إستنكارها الشديد لما جرى أمس في مصرف لبنان، الذي يسيء كثيراً أيضاً الى ما تبقى من صورة لبنان وسمعته ويساهم بتدمير ما تبقى من مؤسسات الدولة”.
وشددت على “ضرورة أن يشكل هذا الحدث محطة لدى المسؤولين لصحوة ضمائرهم ومراجعة حساباتهم ونهجهم لوقف هذا المسلسل من الانهيارات الذي يقضي على كل شيء”.
وقالت “ثلاث سنوات مضت على الأزمة الإقتصادية من دون أن يتخذوا أي إجراء فعلي للإنقاذ، إنما بالعكس لم نر سوى المشاحنات والمناكفات والتخريب شبه اليومي، ما أوصل لبنان الى أسوأ ازمة إقتصادية عالمية”.
ودعت الهيئات “من يريد الإنجاز، ومن يريد أن يتباهى به، للذهاب فوراً للقيام بأعمال إنقاذية توقف الإنهيار وتعيد الإعتبار لكرامة الانسان ولبنان، والطريق معروف لدى الجميع، وهو: إقرار الموازنة العامة والقوانين الإصلاحية وخطة تعاف عادلة وموثوقة، الإتفاق مع صندوق النقد الدولي، تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، الدفع لإعتماد أصول الحكم الرشيد، والأهم العمل لإعادة الإعتبار للدولة وهيبتها وسلطتها وسلطانها”.
وختمت “مطلبنا ودعوتنا في هذه اللحظة هو توقف كل القوى السياسية عن التدخل بالقضاء ورفع يدها عنه”، مطالبةً بشدة بإتخاذ كل الإجراءات التي ترسخ إستقلالية القضاء، “لأنه لا قيامة للدولة من دون قضاء حر مستقل، لا يحكم إلا بالعدل ولا ينطق إلا بالحقيقة”.