تقاسم رئيس الجمهورية ميشال عون، مع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، دعوة اللبنانيين، في رسائل المعايدة بعيد الأضحى المبارك الى التضحية، من أجل تجاوز الأزمات، وقال ميقاتي في رسالته ان العيد يقتضي منا جميعا مواجهة المرحلة الراهنة، بتضامن وطني وجهد لوقف الانهيار الحاصل.
من جهته، دعا الرئيس عون، بالمناسبة عينها الى استخلاص العبر من معاني التضحية بقوله: يا حبذا لو أن البعض يضحي بمصالحهم وانانياتهم من أجل مصلحة وطنهم وهناء شعبهم.
لكن واقع الحال، يظهر ان المواطن اللبناني، هو بالمعنى السياسي، في طليعة ضحايا أداء السلطة الذي دمر او كاد، كل مقومات وقيم الشعب اللبناني، منذ بدء ولاية الرئيس عون.
وقد رحلت ملفات الحكومة، بما فيها من مشاورات ومناكفات وشد اعصاب، الى ما بعد عطلة الأضحى، وعودة الغياب من السياسيين الذين اختاروا اجازة العيد لتمضية بضعة ايام في الخارج بعيدا عن الشوشرة السياسية والمعيشية.
الجمود سيد المكان، الاضراب العام لموظفي الادارات الحكومية مستمر، ومثلهم القضاة، وعادت الطوابير امام المخابز والافران، والمتنقلة ما بين محطات توزيع الوقود والمصارف، هذه الطوابير عززت مفهوم الوحدة الوطنية في لبنان، وجعلت حقوق الطوائف متساوية، بالانتظار وحرق الأعصاب، جراء الوقوف في الصف.
وفي ضوء واقع الحال السياسي المتهالك، يستبعد ان يكون ما بعد عطلة الأضحى افضل مما كان قبلها على الصعيد الحكومي والمعيشي، بسبب ما تعتبره منابر القوات اللبنانية، محاولة رئيس التيار الحر جبران باسيل فرض وصاية على التشكيلة الحكومية، خلافا للدستور والمعقول والمقبول، لا بالنسبة للرئيس المكلف ولا لمن سموه لرئاسة الحكومة.
انسداد الأفق الحكومي صوب الأنظار على الاستحقاق الرئاسي، بعد دخول ولاية الرئيس عون مرحلة العد التنازلي، لخروجه من القصر الجمهوري منتصف ليل 31 تشرين الأوّل.
وتقول دراسة للباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين ان 2074 يوما من ولاية الرئيس عون، منها 677 يوما مرت من دون حكومات، أي نحو سنتين من أصل ولايته السداسية السنوات ما يعادل 32% من عمر الولاية.
الانباء الكويتية