خلال اجتماعهما الأخير حاول رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا إقناع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بأن ينتخب هو وكتلته الرئيس نبيه بري رئيساً لمجلس النواب ولم ينجح. فعاد صفا إلى القيادة خالي الوفاض بعد جلسة مصارحة كاشف فيها باسيل ضيفه بحقيقة الموقف من برّي طوال الفترة الماضية وصولاً إلى الانتخابات.
واضاف موقع “اساس ميديا” ان الموقف الذي كان ملتبساً أوضحه باسيل في البيان الذي صدر عقب الاجتماع الأول لنواب كتلته بعد الانتخابات النيابية الأخيرة، وقال بصريح العبارة إنّ الكتلة لن تنتخب برّي ولن تترك الحرّية لنوّابها بانتخابه.
وأكّد مصدر قيادي في التيار لـ”أساس” إنّ القرار في الكتلة كان حاسماً بعدم التصويت لبرّي، ولم يترك الحرّية للنواب باتّخاذ قرار خارج إجماع الكتلة، ومَن يفعل ذلك عليه أن يترك التيار. كان القرار عنواناً للاعتراض في اجتماع الكتلة، وخاض الحضور نقاشاً مع باسيل على اعتبار أنّ مشوار التعاون في المجلس طويل، ومن ضمنه رئاسة اللجان وعضويّتها، فكيف يمكن عدم انتخابه؟!
يقول المصدر القيادي في التيار إنّ “باسيل لم يتأخّر في ترجمة خطابه الذي أعلنه عقب انتصاره. بدأت عملية الإصلاح داخل التيار، وهناك خطوات قريبة. الكلام السياسي الذي أعلنه بدأ يترجمه من خلال موقفه بأن ليس من موجب لانتخاب برّي، وعدّد الخطوات التي يجب أن يقوم بها برّي، والتي لا يثق أنّه سينفّذها، ولذا لن ينتخبه. هذا الأمر معطوف على فكرة احترام الميثاقية والإرادة السياسية التي ستوصل برّي، وعلى احترام البعد الوطني لانتخابه، وسيتعاون مع هذه الإرادة. باسيل توجّه للمجتمع المدني والنواب الجدد وقال: “نحن تصالحيون وإصلاحيون”. وحدّد لهم المعطيات لإمكانية أن يتعاون معهم، ووجّه لهم رسالة بداخلها مجموع القوانين التي قدّمها التيار والتي أُقرَّت أو تلك التي لا تزال مجمّدة، وقال لهم: “ممكن تكون جدول أعمال مشترك بيننا”. ويكمل بتنفيذ خطابه كخارطة طريق”.
الى ذلك فان إصرار باسيل على موقفه لم يثنِ حزب الله عن تكرار محاولاته. وأبلغت مصادر مطلعة على موقفه “أساس” أنّ باسيل لا يزال متمسّكاً بموقفه عدم التوصيت لانتخاب برّي. لكنّ المشاورات لا تزال مستمرة وتشمل بعض النواب ممّن يمكن أن يخرجوا عن قرار الكتلة بما يؤمن فوز برّي بحدود 65 صوتاً في جلسة مكتملة النصاب.
المصدر: اساس ميديا