قال وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، انّه “شرح ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب في مؤتمر بروكسل واللقاءات الجانبية على هامشه، الأعباء الثقيلة التي يرزح تحتها لبنان جراء استضافته اعداداً كبيرة من النازحين السوريين على أرضه”، موضحاً انّه “أبلغ إلى المشاركين انّ نسبة الكثافة السكانية في بلدنا وصلت مع وجود النازحين السوريين والفلسطينيين الى 650 نسمة في الكيلومتر الواحد وهي نسبة مرتفعة جداً، بينما تبلغ في دولة أخرى تستضيف النازحين 100 نسمة في الكيلومتر الواحد”.
وفي حديث لـ “الجمهورية”, ضمن مقال للصحافي عماد مرمل, لفت حجار الى انّه “عرض بالأرقام أمام الحضور الدولي في بروكسل الآثار الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والديموغرافية والأمنية التي ترتبت على وجود النازحين الذين يشكّلون نحو 30 بالمئة من عدد المقيمين، معتبراً انّ كل بلد له خصائص محدّدة لا بدّ من مراعاتها عند مقاربة ملف النزوح، وبالتالي يجب التعاطي مع هذا الملف بوسائل مرنة ومختلفة، وفقاً لوضع كل دولة وقدراتها”.
وأضاف, “صحيح انّ اسباب الأزمة الاقتصادية التي نعاني منها تعود في جزء واسع منها الى سوء الإدارة وتراكم الفساد، لكن هناك جزءاً آخر يتعلق بتبعات استضافة النازحين الذين يتوزعون على 1011 بلدية من اصل 1050 بلدية، وهذه حقائق موضوعية لا علاقة لها بأي نزعة عنصرية”.
ويكشف حجار، انّه “صارح المؤتمرين والشخصيات الدولية التي اجتمع بها في اللقاءات الجانبية، بأنّ قضية النازحين تخرج شيئاً فشيئاً عن سيطرة الدولة، التي لم يعد بإمكانها ضبط كل محاولات التسلل عبر البحر الى أوروبا”.
وقال الحجار لهم بصراحة: “إذا كنتم تتوقعون هروب مليون نازح فقط، فأنتم مخطئون في التقدير، لأنّه إذا انهار الوضع اكثر في لبنان تحت وطأة أعباء النازحين فإنّ 6 ملايين شخص من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين سيحاولون الهرب الى دولكم”.
ولفت حجار في هذا السياق، الى انّ “القارب الذي غرق في بحر طرابلس ضمّ يائسين من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين، وحتى بعد غرقه تكرّرت المحاولات واستطاعت قوارب أخرى الوصول إلى السواحل الاوروبية، وهذا يعطي مؤشراً خطراً حول إمكان تفاقم هذه الظاهرة في المستقبل إذا ازدادت الظروف الداخلية سوءاً وتدهوراً”.