زار وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي يرافقه المدير العام لوزارة التربية بالتكليف عماد الاشقر ووفد من الوزارة، المنطقة التربوية في طرابلس، وكان في استقبالهم مستشار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مقبل ملك والنائب علي درويش ورئيس المنطقة التربوية بالوكالة نقولا خوري.
وتحدث الوزير الحلبي، فقال: “جئنا الى الفيحاء عروس الشمال طرابلس، لنزور ونجول في مدارسها الرسمية، وهي مناسبة للاطلاع عن كثب على اوضاع المدينة التي دفعت اثمانا غالية في الماضي، ولنرى امكانيات مساعدة تلامذتها وطلابها ومدارسها، والعمل على حل هذه المشاكل في فترة ليست سهلة على الاطلاق. وقد جئنا اليوم لنرى المنطقة التربوية والمعلمين المتعاقدين والعاملين في المدارس الرسمية، لسماع وصف أوضاعهم وما يعانون منه، ونحن اذ كنا أبدينا كامل الاستعداد لتلبية المطالب التي يمكن ان يتحدثوا عنها، وبصورة خاصة في هذه الظروف الصعبة التي أتاحت لنا استعمال جميع الامكانيات لتوفير جو هادئ لسنة دراسية حضورية لتلاميذ في طرابلس والشمال، وهي الزيارة الأولى واخطط للقيام بجولات اخرى في هذه المنطقة العزيزة على قلوبنا جميعا. فطرابلس ليست بعيدة وليست متروكة، وبتوجيه من دولة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي والحكومة اللبنانية، نحن نتفهم كل المصاعب التي تمر بها البلاد، لكننا ايضا نسعى ولا نقصر الى القيام بأي جهد للاطلاع ولمحاولة حل كل المشاكل بالطرق المناسبة”.
وأضاف: “توافرت لدينا وبرعاية من الله تعالى مساعدات ومساهمات مالية من الجهات المانحة التي مكنتنا من توفير الحدود الدنيا، ولن نقول انها لبت جميع المطالب والاحتياجات، فصناديق المدارس وللمرة الاولى توفرت لها الامكانيات المالية النقدية والاساتذة استفادوا من عطاءات مالية، كما جرى توزيع الكتب والقرطاسية ووسائل الوقاية الصحية، الا اننا نصطدم مثلنا مثل جميع المواطنين بالازمة الاقتصادية التي تعصف بالقطاع المصرفي عندما تتوجه المدرسة لكي تستحصل على كميات من النقد تساعدها على توفير مادة المازوت او شراء المحابر والاوراق لتمكين الطلاب والتلامذة من اما التدفئة او التيار الكهربائي واما اللوازم الاساسية لعملهم المدرسي، نصطدم بسقوف للسحوبات التي تؤدي في احيان كثيرة الى ازمات في هذه المدارس، وكذلك ايضا بالنسبة للاساتذة والمعلمين والمتعاقدين الذين توزعت عليهم عطاءات مالية هم عاجزون عن الاستفادة من هذه العطاءات بسبب سقوفات السحوبات، لذلك وعلى ضوء ما ذكرت، نتوجه الى سعادة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والى ادارات المدارس وجمعيات مصارف لبنان، لتوفير ما امكن من عمليات النقد لكي تتمكن هذه المؤسسات التربوية خاصة كانت ام رسمية او مهنية من تسيير العام الدراسي بأفضل الظروف”.
وشدد على أن “طرابلس عزيزة علينا جميعا، والشمال عزيز على قلوبنا ونشعر اننا بين اهلنا واخواننا واحبائنا عندما نأتي الى هذه المدينة لنطلع عن كثب على اوضاعها. ونأمل ان تتكلل هذه الجولة بالنجاح وان نطلع ونتحادث مع القيمين على المؤسسات التربوية هنا، وخصوصا في الاجتماع الأخير المزمع تنظيمه في نهاية هذه الزيارة لتكون نوع من الحوار المفتوح بيننا وبين ارباب التربية في هذه المدينة والمنطقة”، شاكرا رئيس المنطقة التربوية “وقد رافقني في هذه الزيارة سعادة المدير العام الاستاذ عماد الاشقر واركان وزارة التربية، نحن كلنا هنا فريق واحد لكي نذلل ما نجده من صعوبات ونسهل عمل المنطقة التربوبة والاساتذة والمتعاقدين ونرعى بصورة مباشرة اولادنا الذين ينعمون بسنة دراسية حضورية”.
وختم: “اشد على ايدي القيمين على هذه المؤسسات وعلى ايدي الطلاب، واقول لهم ان يحافظوا على المستوى التربوي الذي يعتبر الضمانة لاستمرار البلد والانطلاق مجددا بعملية النهوض الاقتصادي والاجتماعي، وآمل ان تتكلل المرحلة المقبلة بما يساعد هؤلاء الطلاب على فتح آفاق المستقبل امامهم لاننا لا يمكن الا ان نزرع بينهم الامل ليشعروا ان بقاءهم بهذا البلد هو كرامة لهم وللبنان”.