عقدت اليوم في القاعة الخضراء في وزارة البيئة ورشة عمل، بالتعاون مع مؤسسة “هانز زايدل” الالمانية، تحت عنوان “أي تقييم استراتيجي لسياسات المياه في لبنان؟”، شارك فيها وزير البيئة ناصر ياسين، مساعدة الممثل الاقليمي للمؤسسة الالمانية ومديرة برامج في لبنان وسوريا والاردن علا شريده، ممثل المؤسسة في لبنان أنطوان غريب ومنسق الورشة حبيب معلوف وخبراء في شؤون البيئة والمياه وممثلون عن جمعيات بيئية.
وكانت كلمة لوزير البيئة قال فيها: “نقارب اليوم موضوع المياه، وهو موضوع حيوي واستراتيجي في لبنان، ونفتح النقاش حوله كوزارة تضع نفسها وجهودها في قلب حماية الانسان وصحته العامة وحماية بيئته وانظمته الايكولوجية. ونريد أن نولي موضوع المياه أولوية خاصة مع التأثيرات الكبيرة للأزمة المالية والاقتصادية على قطاع المياه وعلى قدرة الناس في لبنان من الوصول والحصول على حياة آمنة. وهنا أشير الى احصاءات اليونيسف التي تقدر ان 1.7 مليون شخص في لبنان يحصلون على 35 ليترا من المياه، وهذا انخفاض كبير عن المعدل الوطني قبل الأزمة”.
وأضاف: “ننظر في موضوع المياه من 3 زوايا:
أولا: من ناحية نوعية المياه، والعمل على رفع التلوث عنها حيث أدى التصريف المفتوح لمياه الصرف الصحي الى تلويث الأنهر والبحر بشكل كبير، وتختلط مياه الصرف الصحي بمياه الأمطار والصرف الصناعي ما يزيد مستويات التلوث، وأضف الى ذلك النفايات الصلبة والتلوث الناتج عن الزراعة عبر الاستخدام المكثف للمبيدات الزراعية والأسمدة، وعلى سبيل المثال لا الحصر ارتفاع مستوى النترات في المياه الجوفية في معظم آبار البقاع وكذلك في الليطاني، هذا النهر الذي تحول من نعمة الى نقمة لأهل البقاع والجنوب.
ثانيا: من زاوية الاحتراس والوقاية، والتأكد من صوابية الخطط والمشاريع في قطاع المياه وأثرها المحتمل على البيئة والأنظمة الايكولوجية والنظر في البدائل العديدة الموجودة قبل الشروع في مشاريع باهظة بكلفتها البيئية وارهاقها الخزينة العامة وجيوب اللبنانيين، والسؤال هنا كيف نحسن من كفاءة استخدام الموارد المائية وادارتها بشكل سليم.
ثالثا: من الناحية الاستراتيجية، مقاربة موضوع المياه كجزء من النظام البيئي الذي سنعمد الى حمايته والمحافظة عليه، واستدامة استخدام النظم المائية لتأمين وصولها للأجيال القادمة، وهذا ليس بالامر النظري، فمن المتوقع ان تؤثر التغيرات المناخية بشكل سلبي على الموارد المائية في لبنان مرتبطة بالارتفاع المتوقع لدرجات الحرارة (102-107) خلال الـ40 سنة المقبلة، حيث ينخفض هطول الامطار بنسبة بنسبة 4 الى 11 بالمئة وتنخفض مدة بقاء الثلج من 115 أو 110 يوما الى 45 يوما. والمقصود، ان تغير المناخ يجب أن يعيد النظر بكثير من الاستراتيجيات التي كانت موجودة في السنوات الماضية”.
وقال ياسين: “المقاربة هنا استراتيجية لتعزيز الأمن الغذائي في لبنان، ونحن نشهد الآن احدى تجلياته بالاعتماد الكبير على الاستيراد ومن ناحية أخرى الاستخدام غير المنظم للري الذي يستخدم اكثر من 60% من المياه في لبنان”.
وأضاف وزير البيئة: “قيل في لبنان خزان الشرق الأوسط المائي، لكن مياهنا ملوثة، ادارتها سيئة، ومقاربتها غير مستدامة. فلنعمل سويا على بناء بداية جديدة لقطاع المياه نبني على الركائز الثلاثة:
1- حماية مصادر المياه ورفع التلوث عنها.
2- حوكمة رشيدة/إدارة أكثر كفاءة للموارد المائية قبل الشروع في المشاريع الكبرى.
3- النظر الى موضوع المياه كجزء من النظام البيئي وحمايته من الادارة السيئة والتأثيرات المتوقعة للتغير المناخي”.
وأشار الى أن اليوم هو بداية النقاش وسيتبع بالاستشارات القائمة مع وزارة الطاقة والمياه، ومجلس الانماء والاعمار والشركاء الدوليين في إطار التقييم البيئي والاجتماعي الاستراتيجي لخطة المياه.
وأعقب جلسة الافتتاح جلسات مناقشة عن تعديل قانون المياه والاطار الاداري الأنسب وعن أثر تغير المناخ على الموارد المائية وكيفية التكيف معها ومراجعة للاستراتيجية الوطنية لقطاع المياه، تحدث فيها عدد من الخبراء.