كرم المهرجان الدولي للتصوير “اكسبوجر”، المهندس اللبناني رودريغس مغمس خلال حفل افتتاح الدورة السادسة منه، تقديرا لدوره في تقديم صورة الطفل السوري النازح حسين للعالم.
المهرجان الذي افتتح فعالياته نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للاعلام الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي وينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، يستمر حتى 15 الحالي في مركز إكسبو الشارقة. ويشارك فيه 70 مصورا من مختلف أنحاء العالم، يقدمون أكثر من 1600 صورة وعملا فنيا ملهما من خلال 45 معرضا فرديا وجماعيا، تقدم برؤية فنية بصرية ملامح مؤثرة من تجارب وقصص المجتمعات عبر العالم، وتبرز الدور الهام للتصوير في التأثير على حياة الأفراد والحفاظ على البيئة والكائنات.
بداية عزف السلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، تلاه عرض مرئي شمل التأثير الكبير للتصوير، بالإضافة إلى مجموعة من اللقطات العالمية لمختلف القارات والمناطق الطبيعية. ثم كرم المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة طارق سعيد علاي، اللبناني مغمس، الذي التقط صورة للطفل السوري النازح حسين، الذي لجأت عائلته من سوريا إلى لبنان، ووجد نفسه مجبرا على الانقطاع عن المدرسة، والعمل في جمع الخردة والبلاستيك لمساعدة عائلته، وفي أحد الأيام وبينما هو يبحث داخل حاوية للمهملات، عثر على كتاب فتناسى واقعه، وجلس على حافة الحاوية يقرأ، ويسبح في خياله.
ذلك كان المشهد الذي استوقف مغمس، حيث تناول هاتفه والتقط صورة لحسين، ونشرها بعد أن تحدث معه على منصات التواصل الاجتماعي، لتصبح بعد ساعات قليلة حديث العالم، وتناقلتها كبرى القنوات الإعلامية العربية والأجنبية، لينكشف للعالم تعلق حسين بالمعرفة والعلم وشغفه بالقراءة رغم ظروفه القاسية. ظهر فيها منغمسا في قراءة كتاب وهو يبحث عن البلاستيك والخردة داخل حاوية للمهملات، وساهم من خلال هذه الصورة التي التقطها بهاتفه في حشد التضامن الواسع مع قضية تعليم الأطفال في بلدان اللجوء.
واستكمالا لرسالة الصورة التي التقطها مغمس، أعلن المهرجان الدولي للتصوير “اكسبوجر” بالتعاون مع مؤسسة القلب الكبير، تحمل كامل تكاليف التعليم المدرسي للطفل حسين الذي دفعته ظروف اللجوء للانقطاع عن التعلم والعمل في جمع الخردة لإعالة والده المريض وأخواته الأربعة، ليجسد المهرجان بذلك رسالة الشارقة في التفاعل مع لغة العدسة وخطابها البصري الإنساني المؤثر.
علاي
وألقى علاي، كلمة قال فيها: ” في كل عام نلتقي بكم في هذه المناسبة، لنتحدث معكم عن الصورة وعن دورها في الارتقاء بالوعي والمعرفة، ومساهمتها في دعم القضايا الإنسانية.
إن التجدد الذي تحدثه الصورة في وعينا، قد يكون مفتاح التحول نحو الالتزام الثابت بقضايا العالم، وقد يكون بمثابة الصدمات المتكررة التي يحتاجها وعينا، لندرك أن جمال العالم ليس قضية مسلما بوجودها، باقية وثابتة ولا تتأثر بالمتغيرات، بل قضية تحتاج للعمل من أجل الحفاظ عليها حية”.
رينييه
وتناول المصور كريس رينييه التغيرات البيئية المتسارعة وتأثيرها على فقدان كوكبنا لتنوعه الثقافي والحيوي، وشبه تلك التغيرات ب”تسونامي مستمر يتسبب بانقراض أنواع عديدة من الحيوانات، بقدر ما يتسبب بخسائر في الجانب المعرفي والهويات التقليدية والثقافات الأصلية للشعوب مثل اللغات، وما يفقده الإنسان من ممارسات حكيمة كانت عاملا مهما للاستدامة والبقاء على قيد الحياة”.
جونسون
بدورها أكدت نائبة رئيس قسم التصوير والتجارب المرئية ويتني جونسون ان “الصورة قوة قادرة على التغيير الايجابي”.
المصدر: الوكالة الوطنية