جاء في المركزية:
التطورات المحلية حاضرة في صلب الاهتمامات الاميركية، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، وملفُّ لبنان تتابعه واشنطن من كثب خاصة وانه من الدول التي تتأثّر مباشرة بالمستجدات الاقليمية، بما ان ايران زرعت فوق اراضيه، ذراعَها العسكرية الاكبر “حزب الله”.
من هنا، وخلال لقاء جمع امس في الرياض وزيرَ الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بمساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى يائيل لامبرت، جرى التطرق الى الاوضاع اللبنانية. وكان تشديد وفق المصادر، على اولوية اجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها لانها الباب الوحيد للتغيير الحقيقي ولانقاذ لبنان من أزماته. ففي ظل الاكثرية الحاكمة الحالية، التي يقودها حزب الله، والتي تُمسك بمقاليد المؤسسات الدستورية كافة، وبمناصب امنية مهمة وحساسة، من الصعب التعاون مع بيروت لا اقتصاديا ولا ماليا ولا أمنيا.
كما ركّز الدبلوماسيان خلال مباحثاتهما في المملكة، على ضرورة تطبيق الدولة اللبنانية قراراتِ الشرعية الدولية الصادرة عن مجلس الامن وأهمّها الـ1559 والـ1701، ذلك ان تفلّت السلاح وعدم حصره بيد القوى الشرعية، وتمددَ حزب الله عسكريا في الميادين العربية، لا يمكن السكوت عنهما بعد اليوم… غير ان هذه الخطوة الكبيرة تحتاج بلا شك، وفق المصادر، الى تغيير لموازين القوى في الداخل، ذلك ان تحالف حزب الله – التيار الوطني الحر، ليس بطبيعة الحال، متساهلا او متجاوبا مع النداءات المتكررة، العربية والغربية والاممية، المطالِبة بتنفيذ هذه القرارات.
على اي حال، الموقف الاميركي المُراهن على الانتخابات، اعلنته بوضوح السفيرة الاميركية دوروثي شيا الاثنين، اذ شددت على انه “يتعين اجراء الانتخابات البرلمانية في لبنان في موعدها في أيار”. واضافت لوكالة رويترز “هناك اجماع في المجتمع الدولي على ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها بصورة تتسم بالنزاهة والشفافية”، مستطردة “لا مجال للمراوغة”.
وكانت السفارة الأميركية في بيروت افادت الاثنين ان القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى التقت وزيرَ الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير لمناقشة القضايا الإقليمية، بما في ذلك لبنان، والتعاون لتعزيز الجهود المتعددة الأطراف من أجل حل دبلوماسي سلمي للصراع في اليمن.
في الموازاة، وفي الجانب الاوسع من اجتماع بن فرحان – لامبرت، كان بحث في الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب والتطرف بأشكاله وصوره كافة، بالإضافة إلى مناقشة الجهود المشتركة بشأن وقف انتهاكات ميليشيا الحوثي الإرهابية بحق الإنسان اليمني، التي تقوم بتعطيل الحل السياسي والتنمية في اليمن. كما تناول اللقاء، استعراض العلاقات الاستراتيجية والتاريخية بين البلدين، وسبل تعزيزها في كافة مجالات التعاون والتنسيق المشترك، بالإضافة إلى مناقشة العديد من القضايا الإقليمية والدولية، في مقدمتها تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وجهود إرساء دعائم السلام التي يبذلها البلدان الصديقان بالمنطقة والعالم.