كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
على رأس وفد وزاري، توجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي صباح اليوم الى تركيا، تلبية لدعوة من الرئيس رجب طيب أردوغان.
وفي المعلومات التي حصلت عليها وكالة “اخبار اليوم”، انّ البحث مع الجانب التركي سيتمحور حول كيفية تطوير العلاقات الثنائية بين الدولتين، خصوصاً في ملفات حيوية كالطاقة والتبادل التجاري والزراعي اضافة الى امكانيّة استيراد انقرة للبضائع اللبنانية. اما سياسيّاً فهناك ايعاز من رئيس الجمهورية ميشال عون يحمله معه ُميقاتي الى انقرة لاثارة ملف النازحين السوريين بهدف تسهيل اعادتهم الى بلدهم .
وفي سياقٍ متصل، تقول مصادر سياسية متابعة، تركيا عملت في الفترة الاخيرة على تحسين العلاقات مع السعودية، وتريد استخدام نفوذها لإصلاح العلاقات بين لبنان وحلفائها السابقين في الخليج، واستثمار كل طاقاتها لذلك خصوصاً في ما يتعلق بالمبادرة الكويتية الاخيرة، وتكشف في الوقت عينه عن تحرك أنقرة في الوقت الحاضر باتجاه ملء الفراغ العربي في البلد، في ظلّ الأزمة العميقة التي تعاني منها العلاقات مع الدول الخليج نتيجة لاداء حزب الله، الذي يُعد ذراعاً لإيران. وتؤكد المصادر أنّ تركيا تمتلك وجوداً معنوياً في لبنان، لكن هذا الوجود لا يعني أنّ السُّنّة جميعهم موالون له.
والى ذلك، يرى المراقبون في زيارة ميقاتي الى انقرة، منعاً للانهيار الكامل في لبنان، وبالتالي الحاجة الى قوة إقليمية داعمة، خصوصاً إذا إستمر إبتعاد دول الخليج عن لبنان، فتأتي الزيارة لتأمين مخزون دعم إستراتيجي في حال حصول أي طارئ.
كما يشير المراقبون انّ أسباب وأهداف الزيارة، تندرج في خانة تفعيل العمل الحكومي، في وقت بدأت فيه البلاد تحبس أنفاسها قبيل الاستحقاق النيابي، لانّ من دون العمل الحكومي ستظل الأوضاع في لبنان مفتوحة على سيل من الخلافات وسيل من التدخلات وقليل من الأمل، في حين يخشى اللبنانيون أن يكون اي تقدم كشهاب يلمع في السماء ليذوب في ظلامٍ استمر طويلاً.