بعد المفاوضات المتتالية التي أجرتها روسيا الأسبوع الماضي مع أميركا وأوروبا في شأن الأزمة الأوكرانية من دون الخروج بأي نتائج حسيّة، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم أن “موسكو تنتظر أجوبة من الولايات المتحدة في شأن مطالب أمنية واسعة قدمتها الى الغرب قبل أن تواصل المحادثات المتعلقة بأوكرانيا”، كما صرّح في المؤتمر الصحافي الذي عقده في موسكو مع نظيرته الألمانية انالينا بيربورك.
وإن كانت الصورة لا تزال ضبابية لا سيّما لجهة الطريق الذي سيسلكه الملف، إلا أن المؤكّد أن الروس لا يفكّرون نهائياً في مهاجمة أوكرانيا، وفق ما كشفته مصادر ديبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية”، موضحةً أن “المباحثات الروسية-الأميركية تكون إيجابية في الداخل وغير سيئّة على غرار ما تُصوَّر إعلامياً، وعند الخروج منها يثير الغرب ضجّة إعلامية مقصودة لإظهار أنّه أوقف هجوم روسيا من أجل رفع شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن بعد انهزامه في أفغانستان”.
وتشدّد المصادر أن “لدى روسيا خطوطا حمرا لن تسمح بتجاوزها، أبرزها عدم السماح بانضمام أوكرانيا أو أي دولة محاذية لموسكو إلى الناتو مثل جورجيا، كازاخستان، أوزباكستان… وأي خطوات من قبل الناتو بوضع صواريخ في هذه الدول تهدّد أمن موسكو ستواجه بردّ روسي حازم وعسكري، وإذا اتّخذت الأمور هذا المنحى يكون كلّ احتمال وارد “.
عن الطريق الذي يمكن أن يسلكه الملف، تلفت إلى أنه “لا يزال في إطار المفاوضات، وسيحتاج وقتاً طويلاً”، مشيرةً إلى أن “تأثيره أكثر على أوروبا من الشرق الأوسط. وتصعيد الناتو إن حصل يؤثّر على كلّ المناطق، وفي هذا السيناريو سيحاول الروسي جمع عناصر للردّ من ضمنها التقرّب من الإيراني لاستخدامه في الكباش لمصلحته، كذلك يعود إلى التهديد ووضع صواريخ في كوبا وإرساء قواعد عسكرية، فإذا زرعت صواريخ على حدود روسيا سيواجهها الروس بدورهم بصواريخ قريبة من أميركا…”.
وأكّدت المصادر نفسها أن “في الوقت الراهن تركيز روسيا منصبّ على الناتو، أوكرانيا، كازاخستان، أوزباكستان ولا تهتمّ كثيراً للشرق الأوسط، وأوّل خطوة تجاه لبنان متمثّلة بلقاء يجمع اليوم لافروف برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط”.
حوار إيراني-عربي
على خطّ آخر، وفي ما يخصّ تحضير روسيا لحوار إيراني-عربي لبحث ملفّات المنطقة، توضح المصادر أن “عمر الدعوة الروسية حوالي سنة ونصف السنة وهي تبغى عقد هذا اللقاء لا سيّما لطرح ملف أمن الخليج، إلا أن ما من تقدّم أو تجاوب من الأطراف في الإطار، والإيراني يرفض حضور الاجتماع”,
المصدر: المركزية