‏كيف يقرأ “الوطنيّ الحرّ” فك أسر الحكومة؟

جاء في “المركزية”: 

وأخيراً، أفرج “الثنائي الشيعي” عن أسر الحكومة، مع إعلانه القبول بالمشاركة بجلسات مجلس الوزراء لدراسة الموازنة ‏وخطة التعافي الإقتصادي وإقرارهما، بعد ان كان قد ربط عودته إلى مجلس ‏الوزراء بحلّ مشكلة التحقيقات في قضية تفجير مرفأ بيروت ومن المتوقع أن يدعو رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الى اجتماع قريباً. فكيف يقرأ “التيار الوطني الحر” قرار “أمل – حزب الله”، وهل يعتبر ان عودته جاءت حرصًا منه على معيشة المواطنين وكي لا يتمّ ‏تحميل الثنائي “باطلا” مسؤولية تعطيل الحلّ، خاصة مع بدء تململ بيئة “الثنائي” من الاوضاع المعيشية المتردية واقتراب الاستحقاق الانتخابي، ام جاء قراره نتيجة تحد، وقرر العودة مع وضع شروطه والبنود التي سيتم طرحها، مقابل الشروط التي تم وضعها لفتح دورة استثنائية لمجلس النواب؟ 

عضو تكتل “لبنان القوي” النائب ادي معلوف يقول لـ”المركزية”: “البيان الصادر عن الثنائي الشيعي يتحدث عن تسهيل لاجتماع الحكومة ويربط السبب الاساسي بالموضوع المعيشي. وهذا هو مطلبنا منذ البداية، أولاً، لأننا اعتبرنا ان الربط بين اجتماع مجلس الوزراء والموضوع القضائي، بغض النظر عن أحقيته من عدمه، لا يجوز، لأن الدستور اللبناني ينص على الفصل بين السلطات، ولا احد يمكنه في مجلس الوزراء اتخاذ قرار يتعلق بموضوع انفجار مرفأ بيروت. ثانياً، من الواضح اننا سعينا كي تتشكل هذه الحكومة لأننا كنا نريد ان تعمل على مواضيع عدة، اهمها الوضع الاقتصادي والنقدي والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي وخطة التعافي الاقتصادي، لهذا لا يمكننا الا ان نرحب بعودة اجتماعات مجلس الوزراء”.

يضيف معلوف: “لكن هنا يجب ان نقول ان العودة الى مجلس الوزراء فقط لا تكفي لأن الهدف ليس فقط الاجتماع للاجتماع بل كي يُنتج. فهو وسيلة وليس غاية، وعليه البحث في الملفات الكبيرة التي تنتظره على الطاولة، من وضع خطة تعافي وحل الملف النقدي وارتفاع سعر الدولار وترسيم الحدود… والتي نأمل ان يتخذ مجلس الوزراء إجراءات بصددها في المرحلة المقبلة”.

الناس حذرة خائفة، لم تعد تصدق، هل من آمال، يجيب معلوف: “اليوم جرى ضخ كذا مليون دولار في السوق فانخفض سعر الدولار، هذا غير كاف. لقد أعطينا المواطن جرعة دواء صغيرة لكننا لم نجد حلا للمرض، هذه حبة بانادول ضرورية كمسكن في مكان ما والمسكن افضل من الوجع، لكنها غير كافية ما لم تكن مرتبطة بخطة اقتصادية ومفاوضات وموازنة واضحة وقرارات صعبة ستتخذها هذه الحكومة، لأن هذه الاموال ستتبخر”.

هل السبب في هذا التطور تغييرات في المنطقة والاقليم ام وعي بأن الوقت قد حان للتعالي عن المصالح الشخصية وايجاد الحلول للخروج من الازمة، يقول معلوف: “لا احد يمكن ان يقول ان هناك بيئة متضررة واخرى غير متضررة. البلد كله متضرر، وكنا على شفير الانفجار الاجتماعي مع دولار وصل الى 33 الف ليرة والحديث حتى عن إمكانية بلوغه الـ 40 وخمسين الفاً. على سعر الـ15 كان هناك من يجوع. الوضع يتفاقم يوماً بعد يوم، ولا نعرف كيف يمكن الاستمرار اذا لم يتم اتخاذ اجراءات سريعة”.

ويختم: “مجلس الوزراء وجِد كي يعمل ولا يجب ان تكون هناك ضوابط، ولا يجوز ان يتأخر عن اتخاذ أي قرار ممكن لتحسين وضع المواطنين، واحد هذه القرارات التي طرحتها اليوم مع الرئيس ميقاتي هو موضوع استباق مشكلة النفايات التي يمكن ان تحصل بعد شهر ونصف في مكب الجديدة في المتن، في حال لم يتم معالجته واتخاذ قرارات بشأنه، هذا الموضوع يحتاج الى جلسة مجلس وزراء واجتماع لجنة وزارية ومجلس انماء واعمار وتكاليف. هناك الكثير من الامور والقرارات التي تنتظر مجلس الوزراء ولا يمكننا ان نقول ان الدنيا بألف خير او أنه يمكننا العيش من دون حكومة”.

شاهد أيضاً

هكذا يُفشل اللبنانيون محاولات “إسرائيل بالعربية” زرع الفتنة بينهم

سعت إسرائيل مؤخرا، عبر حملات منظمة، إلى إشعال نار الفتنة المذهبية في لبنان وخاصة بين …