كتب يوسف دياب في “الشرق الأوسط”:
للمرة الأولى، يخرج حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، عن صمته، ويتهم الفريق السياسي لرئيس الجمهورية ميشال عون، من دون أن يسميه، بالوقوف وراء تحريك الدعاوى القضائية ضده، وتشويه سمعته في لبنان والخارج، من خلال استدعائه بشكل دائم من قبل المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، المحسوبة على الرئيس عون ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل.
ورفض سلامة المثول أمام القاضية عون، التي استدعته إلى جلسة تحقيق كانت مقررة أول من أمس الخميس، لاستجوابه في الدعوى الجديدة المقامة ضده من قبل الدائرة القانونية لمجموعة «الشعب يريد إصلاح النظام»، التي اتهمته بـ«اختلاس الأموال العامة والإثراء غير المشروع وتبييض الأموال»، ما دفع القاضية المذكورة إلى استدعائه مجدداً إلى جلسة تحقيق يوم الثلاثاء المقبل، ووعدت باتخاذ إجراءات قانونية بحقه في حال امتنع عن المثول أمامها.
ويلاحق سلامة في ثلاث دعاوى أخرى عالقة أمام قضاة التحقيق في جبل لبنان، وكلها تأسست بادعاءات من القاضية عون، إلا أن مصادر في النيابة العامة في جبل لبنان نفت وجود أي خلفية سياسية وراء استدعاء سلامة للتحقيق، وأكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «النائب العام الاستئنافي، سواء كان غادة عون أو غيرها لا يمكنه تجاهل دعاوى تقدم أمامه، إذا تضمنت أدلة ومستندات». وشددت على أن الدعاوى التي تقدم ضد سلامة «ستخضع للتحقيق، فإذا دافع عن نفسه ودحض الاتهامات بالوثائق، تحفظ القضية وتتوقف الملاحقة، أما إذا عجز عن دحضها، لا بد من اتخاذ الإجراء الذي يقتضيه القانون»، معتبرة أن «الزعم بوجود استهداف سياسي لشخص حاكم مصرف لبنان لا قيمة له، والواثق من براءته لا يدافع عن نفسه بالتهرب من التحقيق والإدلاء بتصريحات بعيدة عن الحقيقة والواقع».
وفيما تعذر الاتصال بالوكيل القانوني لحاكم مصرف لبنان، والتثبت مما إذا كان سلامة سيمثل في جلسة الأسبوع المقبل، رفض «التيار الوطني الحر» تحميله مسؤولية الملاحقات القضائية لسلامة. وقال عضو تكتل «لبنان القوي» النائب أسعد درغام لـ«الشرق الأوسط»، «نحن لا نتدخل بعمل القضاء، ولا نقبل التدخل به أو الضغط على أي قاض بالملفات التي يحقق بها، نحن من ينادي دائماً باستقلالية السلطة القضائية، كونها المرجع الصالح للبت بالنزاعات». وذكر درغام أن رئيس «التيار» النائب جبران باسيل، «عندما استدعي للإدلاء بإفادته أمام النائب العام المالي (القاضي علي إبراهيم) في أحد الملفات، لم يتردد للحظة، انطلاقاً من إيمانه بدور القضاء»، معتبراً أن «اتهام التيار بالتحريض عليه لا يستأهل الرد». ورأى أن «الواثق من نظافة كفه يذهب إلى القضاء ويدافع عن نفسه ويترك العدالة تأخذ مجراها».