إحتجاجات كازاخستان تَتَسبّب في خسائر فادحة لـ”البيتكوين”

تلقّت عملة البيتكوين (BTC) ضربةً قوية، بعد انقطاع الإنترنت في كازاخستان وسط موجة العنف المتصاعدة، إذ تعتبر البلاد طرفاً مؤثراً في عالم البيتكوين، وذلك حسب ما جاء في تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، اليوم الجمعة 7 كانون الثاني 2022.

كان البلد الواقع في آسيا الوسطى قد عصفت به خلال الأيام الأخير اشتباكاتٌ عنيفة بين المحتجين من ناحية، وقوات الشرطة والجيش من ناحيةٍ أخرى، وقد اندلعت الاحتجاجات في غرب البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد تصاعدٍ حاد لأزمة الوقود، قبل أن تمتد سريعاً لبقية مدن كازاخستان.

بينما تم قطع الإنترنت عن البلاد يوم الأربعاء الخامس من كانون الثاني 2022، ورغم أنّ النية كانت تعطيل التواصل بين المتظاهرين، لكن خطوة قطع الإنترنت كانت لها تأثيرات أوسع نطاقاً.

إذ صارت كازاخستان في عام 2021 ثاني أكبر مركز لتعدين البيتكوين في العالم بعد الولايات المتحدة وفقاً لـCambridge Centre for Alternative Finance، وذلك بعد أن قمعت الصين أنشطة تعدين العملات المشفرة على أراضيها.
حتى آب 2021، كانت كازاخستان تستضيف على أراضيها 18% من أنشطة تعدين البيتكوين العالمية، وفقاً لمجلة Fortune الأميركية.
في غضون ساعات قليلة من قطع الإنترنت، تراجعت قوة حوسبة البيتكوين العالمية.
يُذكر أنّ البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى يتم إنشاؤها عن طريق “التعدين” باستخدام الحواسيب عالية القدرة، التي تتواجد عادةً داخل مراكز بيانات موزعة على أجزاء مختلفة من العالم، وتتنافس تلك المراكز على حل الألغاز الرياضية المعقدة في عمليةٍ تستهلك الطاقة بكثافة.

كلما زاد عدد المعدنين على الشبكة، زادت كمية قوة الحوسبة المتاحة لتعدين عملات جديدة، ويتراجع معدل “الهاش” في حال انقطاع المعدنين عن الشبكة، مما يُسهّل نظرياً على بقية المعدنين عملية تعدين العملات الجديدة.
فقد تراجع معدل “الهاش” في أكبر تجمعات تعدين العملات المشفرة -تجمعات لمعدني العملات المشفرة من مختلف أماكن العالم- بنسبة 14% بين يومي الثلاثاء الرابع من كانون الثاني والخميس، وفقاً لبيانات شركة التعدين BTC.com.
كما انخفض سعر البيتكوين كذلك؛ لأن تراجع معدل الهاش لا يعني ارتفاع سعر العملة بالضرورة، حيث تراجعت العملة المشفرة إلى أقل من 43 ألف دولار يوم الخميس، لتقترب من أدنى مستوياتها منذ شهور.

فيما يُسلّط انقطاع الإنترنت الضوء على مدى ثقل كازاخستان في النظام الإيكولوجي للبيتكوين.

لكن بعيداً عن الاقتصاديات، سنجد أن مشكلة الأثر البيئي السلبي للبيتكوين ما تزال قائمة.
حيث تحتاج العملات القائمة على البلوكتشين لكميات كبيرة من الطاقة، التي يتم الحصول عليها في الأغلب باستخدام الوقود الأحفوري. ومصدر الطاقة المستخدم لتعدين البيتكوين في كازاخستان يُعد مصدراً للقلق على نحوٍ خاص.
كما أن الفحم هو مصدر الطاقة الرئيسي في المنطقة، ويجري إمداد غالبية مزارع تعدين العملات المشفرة في كازاخستان بالطاقة عبر محطات الفحم القديمة، التي تمثل هي ومناجم الفحم والمدن القريبة منها صداعاً في رأس السلطات التي تسعى لتكوين اقتصاد منخفض الكربون. كما تُولّد تلك المحطات القديمة كميةً ضخمة من الملوثات بسبب قلة الكفاءة وكثافة استهلاك الكربون.

في حين قالت الوكالة الدولية للطاقة إنّ معدل الانبعاثات مقابل وحدة الطاقة في كازاخستان أعلى من المعدل الذي كان عليه في الصين، إذ قدّرت الوكالة أنّ الفحم الصيني كان يتسبب في انبعاث 1,000 غرام من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوواط/ساعة، بينما يتسبب الفحم الكازاخي في انبعاث 1,500 غرام.

بينما قالت الحكومة الكازاخية العام الماضي إنّها تخطط لقمع المعدنين “الرماديين” غير المسجلين، الذين قدرت أنّهم يستهلكون ضعف الطاقة التي يستهلكها المعدنون “البيض” المسجلون رسمياً.

في عام 2021، قالت وزارة الطاقة إنّ التعدين “الرمادي” قد يستهلك ما يصل إلى 1.2 جيجاواط من الطاقة، ليشكّل مع الـ600 ميجاواط التي يستهلكها التعدين “الأبيض” نحو 8% من قدرة توليد الطاقة الإجمالية في كازاخستان.

شاهد أيضاً

جميل السيد يعلّق على تفتيش هوكستين… والسيادة تُشعل التصفيق!

كتب النائب جميل السيد عبر منصة “اكس”: ‏وأخيراً وصل هوكشتين صباح اليوم… وهنالك شبه إجماع …