كتب طوني كرم في صحيفة “نداء الوطن”:
حلّ الشتاء، وكللت الثلوج جبال لبنان الشامخة رغم عصف الأزمات التي يمرّ بها لبنان، مشكّلةً بارقة أمل للمؤسسات السياحية لإطلاق موسم التزلج خلال أيام. وإذا كانت المسافة ما بين الساحل والجبل قريبة، لكن “الطريق” لهذا العام سالك فقط أمام “المقتدرين”. الإقتصاد يتجه نحو “الدولرة” والمصاريف التشغيليّة لمراكز التزلج بـ “العملة الصعبة”… فماذا عن أسعار الدخول؟
لا يخفي القيّمون على مراكز التزلج التحديات التي تواجههم للمحافظة على هذا القطاع لما له من أثر في إغناء السياحة الشتوية وتفعيل الدورة الإقتصادية في لبنان والمناطق الريفيّة تحديداً. لكنّ التحلل الذي يضرب الإقتصاد اللبناني، والقطاع السياحي تحديداً لن يكون بعيداً عن هذا القطاع الذي “هاجر” غالبيّة روّاده كسواهم من اللبنانيين الباحثين عن مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم وبين الذين سيضطرون إلى “هَجْر” هذه الرياضة التي اصبحت تفوق قدراتهم المالية على ممارستها.
الحجوزات في المنتجعات السياحية الجبليّة تلامس 80 في المئة خلال الأعياد وقد تصل إلى إشغال كامل مع حلول عيد رأس السنة. ولكن ماذا ينتظر هذا القطاع بعد الأعياد؟ وهل سيقتصر على المغتربين والسواح؟
المصاريف التشغيليّة لمراكز التزلج من الصيانة إلى المحروقات بـ “الفريش دولار”؛ ما ينعكس بطبيعة الحال على الأسعار التي تتفاوت ما بين 12 و50 دولاراً أميركياً لتذاكر الدخول، تضاف إلى مستلزمات التزلج التي تتراوح ما بين 10 و30 دولاراً أميركياً أو ما يعادله في السوق الموازية في الليرة اللبنانية.
تشكل منتجعات التزلج العصب الحيوي للسياحة الشتوية التي تقوم في تعزيز الدورة الإقتصادية ما بين الفنادق والمطاعم والشاليهات وما توفره من فرص عمل للقاطنين في المناطق الريفيّة، إلاّ أن نِعَمْ الطبيعة لهذا العام تقف أمام تدني القدرة الشرائيّة لدى غالبية اللبنانيين الذين سيقفون عاجزين عن ارتياد حلبات التزلج كالمعتاد.
بحسرة، يشير رئيس الاتحاد اللبناني للتزلج فريدي كيروز إلى أنّ التحديات كبيرة جداً أمام مراكز التزلج لهذا الموسم، قائلاً: “قبضاي يلّي بيفتح”. ويرى كيروز الذي يشغل رئاسة بلدية بشري في حديثه لـ “نداء الوطن”، أنّ الصعوبات لا تقتصر على مراكز التزلج فقط، إنما إرتداداتها ستطاول الدورة الإقتصادية في كافة المناطق الجبليّة من الفنادق والشاليهات كما المطاعم والمحال التجارية. وعن دور السلطات المحليّة في دعم المصاريف التشغيليّة لمراكز التزلج ما ينعكس حكماً على إنخفاض في اسعار تذاكر الدخول، يؤكد كيروز أن البلديات أمام تحدٍ كبير في تأمين رواتب موظفيها والتكاليف الباهظة لتأمين سلامة الطرقات الداخليّة بإستمرار، قبل البحث عن دعم مراكز التزلج.
بدوره، يلاقي السيد جوني فخري من “منتجع الأرز للتزلج” الهواجس التي يرفعها رئيس الإتحاد، مشيراً إلى أن التحدي الكبير أمامهم لهذا الموسم يكمن في عدم قدرة “الناس” على إرتياد هذه الأماكن. ويوضح أن الأسعار المرتفعة التي قد تفي بتغطية المصاريف التشغيليّة لمراكز التزلج تفوق قدرة المواطنين اليوم، مشيراً إلى أنّ إعتماد أسعار متدنية تنقل التحدي إلى أصحاب المؤسسات الذين يتكبدون خسائر باهظة لتغطية المصاريف التي تدفع “بالدولار”، ما يضع قطاع التزلج كسواه من المؤسسات السياحيّة أمام “خطر” الصمود.
ولفت فخري إلى أنّ الأسعار التي ستعتمد لهذا الموسم ستراعي غالبيّة شرائح المجتمع، مشيراً إلى أنّ اسعار التذاكر ستتراوح ما بين 300 و 450 ألف ليرة لبنانية مقسمة على النحو التالي: 450 ألف ليرة للكبار و 350 ألفاً لطلاب الجامعات والصغار خلال عطلة نهاية الأسبوع. وما بين 350 ألفاً للكبار و300 ألف لطلاب الجامعات الصغار خلال أيام الأسبوع.