هذا هو مضمون “القلق” الذي عبّر عنه البابا فرنسيس!

كتبت رانيا شخطورة في “أخبار اليوم”:

من قبرص التي تبعد عن بيروت اقل من 200 كلم، عبّر البابا فرنسيس، عن “قلق شديد” إزاء الأزمة التي يواجهها لبنان المجاور، ودعمه للشعب اللبناني في الأزمة التي يعيشها.

واضاف خلال اول محطة له في قبرص، الخميس الفائت، “أشعر بمعاناة شعب متعب وممتحن بالعنف والألم”، مضيفا “إنني أحمل في صلاتي الرغبة في السلام التي تنبع من قلب ذلك البلد”.

فما هي الرسالة التي تقرأ من بين كلمات الحبر الاعظم، واين اصبحت زيارته الى لبنان؟

فقد اشار مصدر كنسي الى ان البابا فرنسيس لا يهتم فقط بالوضع اللبناني، بل هو “قلق”، شارحا: حين يستخدم رؤساء الدول والرجالات الكبار هذه الكلمة، فان ذلك يأتي انطلاقا من المفهوم الديبلوماسي لها اي ان هناك خطرا كبيرا، يحيط بالبلد.

واوضح المصدر، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان كلام البابا في هذا السياق، يؤكد ان لبنان في خطر كبير، وهو لم يعبّر عن هذا القلق فقط نتيجة الوضع اللبناني بل ايضا في ضوء اتصالاته الدولية، وبالتالي يعكس الى جانب موقف الفاتيكان، موقف الدول الكبرى التي اجرى الفاتيكان والبابا شخصيا اتصالات معها والتي لم تتكلل بالنجاح لسببين:

اما لانه اخذ اجوبة سلبية كما حصل مع ايران،او لان الاجوبة الايجابية التي اخذها من دول كالولايات المتحدة لم تنضج باتجاه التنفيذ وان كان هناك رغبة في مساعدة لبنان ولكن التوقيت لم يأت بعد.

ولكن اللافت في كلام البابا فرنسيس، بحسب المصدر الكنسي، انه لاول مرة لم يأت على ذكر زيارته المزمعة الى لبنان، مما يعني ان هذه الزيارة ليست قريبة.

وعن الاسباب، اجاب المصدر: اذا اراد لبنان ان يستقبل البابا، يجب الدولة ان تكون قائمة ليناقش محاورين جديين، الى جانب ضرورة ان تكون المؤسسات الامنية الشرعية وحدها تبسط سلطتها على كافة الاراضي اللبنانية، لان الاخطار الامنية المحيطة بزيارات البابا في هذه المرحلة محفوفة بالاخطار، وبالتالي لا ياتي الى دولة لا نظام فيها، ففي لبنان الفلتان وحده السائد ودولة داخل دول وسلاح منتشر، وبالتالي التطمينات التي قد يأخذها من الاجهزة الامنية غير كافية.

ولفت المصدر الكنسي الى ان دوائر الفاتيكان حين تقدر الوضع الامني في اي دولة يستعد البابا الى زيارتها، تجري الاستشارات مع الدول الكبرى وفي طليعتها فرنسا والولايات المتحدة، ومن هنا النصائح التي وصلت الى تلك الدوائر ربما لم تكن ايجابية لناحية توقيت الزيارة في وقت قريب.

واذ اشار الى ان زيارات البابا تكون دائما استراتيجية وهادفة، قال المصدر: هو لن يزور لبنان قبل ان يضمن النتائج.

وختم: اكبر دليل ان الزيارة الى لبنان ليست قريبة، هو ان البابا لمرتين متتاليتين، زار دولتين قريبتين جدا الى لبنان -العراق وقبرص- ولم يزر لبنان، وكأن زيارته الى الكنيسة المارونية في قبرص كانت البديل الموقت عن الزيارة الى لبنان.

شاهد أيضاً

الصليب الأحمر: لتوخي الدقة في نشر المعلومات

نفى الصليب الأحمر اللبناني، اليوم الثلاثاء، في بيان “ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام عن …