محفوظ خلال لقاء حواري في صور: ” لبنان أصبح في موقع التابع وليس الفاعل الاعلامي ومن الصعب على أي مؤسسة تصحيح المسار”
أكد رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ أننا نعيش واقع الهم المعيشي قبل أي هم آخر وهذه المسألة تحوز على جزء كبير من النشاط الاعلامي حاليا ويمكن للإعلام بشكل ما ان يسهم في ايجاد المخارج والحلول وهو مرتبط بوظيفة البناء للإعلام لذلك لا بد من التشديد على المناقبية الاعلامية والاعلانية التي تسوق السياسات، خصوصا اننا نمر بأزمة كبيرة فللأسف هناك الخلافات السياسية الكبيرة على صعيد البلد والانقسامات ومحاولات من الخارج الدولي لمحاصرة الوضع اللبناني واستخدام مسألة الجوع للوصول بالبلد الى سياسات محددة وتعميق الانقسامات الموجودة.
كلام محفوظ جاء خلال لقاء حواري أقامته جمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية في قاعة الخضرا في مدينة ضمن فعاليات معرض الكتاب العربي السادس 2021، بحضور المسؤول التنظيمي لحركة أمل في إقليم جبل عامل المهندس علي إسماعيل وعضو الاقليم المهندس أحمد عباس، رئيس جمعية هلا صور الثقافية الإجتماعية الدكتور عماد سعيد وعدد من الاعلاميين ورؤساء الجمعيات.
واعتبر محفوظ أن الفتنة الاهلية أشد خطرا من العدو الاسرائيلي كما قال الإمام الصدر لأنها تؤدي الى الاقتتال الداخلي، ونحن للأسف نعيش في جو ممكن أن يؤدي الى تعميق الفتنة والتوتر الداخلي لذلك المطلوب التنازلات المتبادلة بين مختلف الأطراف خصوصا أننا نشهد حاليا ترتيب مصالح الدول في بناء النظام الاقليمي للمنطقة الذي يشارك فيه لاعبان دوليان أساسيان ولاعبون اقليميون وبدرجات متفاوتة يتم ترتيب هذه الحصص لهم، وهناك دول متضررة من ذلك، من هنا يمكن ان نفسر المواجهات المستترة الايرانية السعودية في الداخل اللبناني ومحاولة البعض اعتبار الأزمة الراهنة ناتجة عن كون وزير الاعلام جورج قرداحي قد انتقد السياسات السعودية، قائلا أن الامر يتجاوز ذلك الى مسألة اين يمكن ان تكون الحصة السعودية في النظام الاقليمي، وقد تكون الأوضاع تدفع باتجاهات أخرى، من هنا تأتي أهمية التفاهمات اللبنانية لحماية الوضع اللبناني من امور كثيرة ما يفترض تفاهمات داخلية وتحديداً السنية الشيعية لمنع الفتنة.
وأضاف: نحن على مفترق طريق صعب جدا، حيث يجب سحب سياسات التحدي في العلاقة بين المكونات، فنحن احوج ما نكون الى التماسك والوحدة وتغليب موقف يعطي الأولوية لضرورة اخراج اللبنانيين مما هم فيه..لأن الآتي سيكون صعبا عليهم بحيث يتحول لبنان الى ملعب للصراعات الدولية وبتفاهمنا الداخلي قد نحول دون هذا الأمر.
وقال أن الاعلام يصنع الرأي العام ويوجهه، فنحن تعلمنا من الامام موسى الصدر ان الاعلام يرتبط بالوظيفة التي تعطى له فإما أن يكون اعلاما بنّاءً او هداما وهذه الحقيقة التي ناقشها الإمام في معالجته لأسباب الحرب الاهلية ودور الإعلام..
وأكد أن اغلبية الاعلام اللبناني وتحديدا المرئي ينتسب الى القوى الطائفية وهي في حالة اشتباك داخلي وكل منها تحاول ان تجيّر موقفها لصالح الطائفة التي تمثلها او لصالح القوى الخارجية التي تلتزم بها، مؤكدا أن الخروج من هذا الامر يحتاج الى اعلام مستقل وهو غير متوفر حاليا، مشيرا الى أن الاعلام الاكثر قربا من الاستقلالية هو الاعلام الاكتروني لانه غير ممول من الخارج ومتنوع ومتعدد.
وأكمل ان دور المجلس الوطني للاعلام هو استشاري ولكن في مشروع القانون الموحد الموجود في البرلمان والذي أقر في اللجنة البرلمانية الاعلامي وموجود لدى لجنة الادارة والعدل حاليا، يتحول الى دور تقريري واتخاذ القرار المناسب عند وقوع اي مخالفة دون الرجوع لأي سلطة سياسية، من هنا يمكن تصويب الأداء الاعلامي. والآن يقتصر دور المجلس الاستشاري على رفع توصية الى الحكومة عند وقوع اي مخالفة وللأسف تبقى في ادراج الحكومة.
وقال: للأسف ليس في لبنان منابر اعلامية مستقلة قد تأخذ اسلوبا مختلفا عن اي مؤسسة اخرى بل تقوم بما يخدم توجهاتها السياسية، و في ظل الازمة تبقى المؤسسات الاعلامية تعيش واقعاً صعبا جدا، لذلك من السهولة على رجل أعمال امساك مفاتيح اي مؤسسة اعلامية وتوجيهها كما يريد.
وتابع أن لبنان أصبح في موقع التابع ولبس الفاعل الاعلامي، ومن الصعب على أي مؤسسة تصحيح المسار الاعلامي والسياسي الذي يتطلب وعياً كبيراً، والمجلس الوطني حاول ويستمر في المحاولة لتحقيق مطالب المواقع الالكترونية الذين لا ضمان لهم ولا تمثيل نقابي في ظل غياب قانون يرعاهم… ومع غياب الدولة هناك تعطيل لدور المؤسسات وقد تعطل قسم كبير لمتابعة الأداء الاعلامي في ظل ارتفاع الدولار مما حال دون اصدار تقارير حول الأمر بسبب ارتفاع كلفتها.
وأشار الى ان المواقع الالكترونية تشكل عنصراً ضاغطاً وقادرة أن تلعب دورا هاماً فهو الاعلام البديل وقد يصوب الأداء وقد كثرت الجهات التي تريد تنظيمه خوفا منه، ونحن نريد تحريره من المحاصصات.
وقال عن مدينة صور أنها كانت السباقة في المواقع الالكترونية رغم التراجع في ظل الوضع الاقتصادي.
وختم أن فلسطين قضيتنا جميعا ومن يريد من الفلسطينيين انشاء مواقع الكترونية فالأمور مفتوحة أمامهم وهناك تسهيل غير عادي من المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع وتشجيع على فتحها لتسهيلها بالتعاون مع المواقع اللبنانية في تصحيح العلاقات الفلسطينية واللبنانية لتكون منبرا لإعطاء فرص عمل للفسطينيين وهو لا يخل بحق العودة لفلسطين بل هو احترام لهم في ظل فقدانهم للإهتمام في قضاياهم، وهم ليسوا بغرباء بل ضحوا كثيرا وعلينا أن نرد لهم الجميل كلبنانيين.
وكان قد أدار الحوار رئيس مجموعة الفرح الإعلامية الإجتماعية علوان شرف الدين.