فُجِع الرأي العام اللبناني صباح اليوم بخبر وفاة الطفلة الرضيعة كارول وليد أبو موسى، البالغة من العمر أربعة أشهر، في حضانة L’enfant choyé في منطقة ذوق مصبح – قضاء كسروان، ما أثار حالة من الغضب والحزن الشديدين، ودفع وزارة الصحة العامة إلى اتخاذ إجراءات فورية.
وفي بيان صادر عن المكتب الإعلامي في وزارة الصحة، أفيد أن “فور تبلغ الوزارة بخبر الوفاة، توجه وفد من دائرة الأم والطفل وطبابة قضاء كسروان إلى الحضانة، وتم إبلاغ الإدارة بقرار الإقفال الفوري، بناءً على توجيهات وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين”. كما أعلن الوزير إحالة الملف إلى الجهات المختصة لفتح تحقيق شامل، بانتظار نتائج الفحوص الطبية والتقارير القضائية لتحديد المقتضى القانوني.
وفي موازاة ذلك، أصدر أهل الطفلة بيانًا مؤلمًا كشفوا فيه تفاصيل الساعات الأخيرة من حياة ابنتهم، وأشاروا إلى أنه تم نقلها من الحضانة صباحًا إلى مستشفى سيدة لبنان عند الساعة 8:50 صباحًا، حيث استقبلها طبيب الطوارئ الدكتور إبراهيم جميل عواضه. وأوضح التقرير الطبي أنها وصلت “زرقاء اللون، دون نبض”، وأن الفريق الطبي حاول إنعاشها لمدة 45 دقيقة، استعادت خلالها لونها ولكن دون أن يعود نبض قلبها.
وبحسب تقرير الطبيب الشرعي الدكتور نادر حبيب الحاج، فإن الوفاة ناجمة عن “توقف التنفس الناتج عن اختناق سببه ابتلاع الحليب وارتداده من المعدة، مما تسبب بانسداد في مجرى التنفس”. كما لفت بيان العائلة إلى غياب الممرضة عن الحضانة في لحظة وقوع الحادث.
هذه الفاجعة تفتح مجددًا ملف الرقابة على الحضانات، ومدى الالتزام بالمعايير الطبية والتمريضية، لا سيما حين تكون أرواح الأطفال في الميزان. ويبقى الرهان على جدية التحقيقات، ومحاسبة المقصّرين، لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوارث.