أكد وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه يعالون (2013-2016)، مجددًا أن إسرائيل ترتكب “تطهيرًا عرقيًا” في شمال قطاع غزة، مشددًا على أن البلاد تنحدر نحو الديكتاتورية. ورفض يعالون الاعتذار عن تصريحاته التي أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية الإسرائيلية.
في تصريحات أدلى بها للقناة “12” الإسرائيلية يوم الإثنين، أوضح يعالون أنه لا يقصد “القتل الجماعي”، بل يشير إلى عمليات تهجير السكان من منازلهم وتدمير البنية التحتية، كما يحدث في بيت حانون وبيت لاهيا شمال غزة. وأضاف: “السياسيون يدفعون الجيش الإسرائيلي إلى ارتكاب جرائم حرب، إذ تعمل القيادة السياسية على إخلاء شمال القطاع من سكانه تمهيدًا لإقامة نواة استيطانية”.
رفض الاعتذار عن تصريحاته
يعالون، الذي شغل أيضًا منصب رئيس أركان الجيش بين عامي 2002 و2005، أكد تمسكه بموقفه، قائلًا: “تصريحاتي دقيقة وتعكس ما يجري على الأرض”. وأضاف: “أعتقد أن ما يحدث من الناحية الأخلاقية يثير القلق الشديد بالنسبة لنا كدولة”.
المحكمة الجنائية الدولية والاعتقالات
فيما يتعلق بالمحكمة الجنائية الدولية، أشار يعالون إلى وجود قائمة تضم عددًا من المسؤولين الإسرائيليين العسكريين الذين قد تُصدر بحقهم مذكرات اعتقال، لكنه أعرب عن أسفه لعدم تفعيل هذه المذكرات حتى الآن. كما طالب المحكمة باتخاذ إجراءات بحق وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، مؤكدًا أن “المحكمة كان ينبغي أن تتخذ هذا القرار منذ فترة طويلة”.
انتقادات حادة للجيش والقيادة السياسية
وانتقد يعالون الادعاءات التي تزعم أن “الجيش الإسرائيلي هو الأكثر أخلاقية”، قائلًا: “اليوم يصعب عليّ وصف الجيش بهذا الشكل، فهناك جنود لا يهتمون بما يحدث من تطهير عرقي، بل يتبعون تعليمات القيادة السياسية”. ودعا رئيس أركان الجيش إلى تحديد موقفه من عمليات إخلاء السكان في غزة.
إسرائيل على طريق الديكتاتورية
وفي ختام تصريحاته، حذر يعالون من أن إسرائيل تشهد تحولًا خطيرًا نحو الديكتاتورية، قائلًا: “الدولة لم تعد ديمقراطية، والقضاء فقد استقلاليته. نحن ننتقل من دولة يهودية ديمقراطية ليبرالية كما ورد في إعلان الاستقلال، إلى دولة ديكتاتورية، عنصرية، فاشية، وفاسدة”. وأضاف: “إنكار هذا الواقع أصبح مستحيلًا”.
تصريحات تثير جدلًا واسعًا
تُعد تصريحات يعالون الأولى من نوعها لمسؤول سياسي وعسكري كبير ينتقد علنًا سياسات إسرائيل في غزة، ما أثار موجة من ردود الفعل بين الأوساط السياسية والعسكرية، وسط تزايد الضغوط الدولية حول ممارسات إسرائيل في القطاع.