في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم في الأحياء الغربية لمدينة الخيام، وهي مناطق صمدت أمام العدوان الإسرائيلي طوال فترة المواجهات الأخيرة. تتألف القوة المتوغلة من أربع دبابات وجرافتين، حيث أقدمت على احتلال أحياء كانت عصية على دخول جيش الاحتلال أثناء المعارك، مستغلةً الأجواء الهادئة التي فرضها وقف إطلاق النار.
وتستمر الانتهاكات الإسرائيلية بتوثيق مباشر، إذ توجهت دبابات الاحتلال نحو جبانة الخيام وأحد الأحياء الغربية، حيث نفذت عمليات هدم وتجريف، في تعدٍ صارخ على أراضي المنطقة، وكأنها تسعى لتثبيت وقائع جديدة على الأرض تحت مظلة الهدنة.
وفي بلدة كفركلا، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بيئية بحق كروم الزيتون، إذ أقدمت جرافاتها على اقتلاع وتجريف أشجار الزيتون قرب منطقة العبارة المحاذية للجدار الفاصل. هذه الاعتداءات تأتي ضمن سلسلة من الأعمال التخريبية التي تعكس طبيعة الاحتلال في استهداف الأرض والبيئة على حد سواء.
اليوم أيضاً، تقدمت قوات العدو نحو ساحة بلدة مركبا، وهي منطقة استعصت عليها خلال أيام العدوان، لكنها استغلت وقف إطلاق النار لاحتلالها بعد أن شهدت البلدة أمس عودة المدنيين إليها. وعلى الفور، بدأت قوات الاحتلال عمليات تجريف وقطع طرقات، في خطوة تهدف إلى تغيير معالم المنطقة واستباق أي عودة للأهالي.
هذه التحركات العدوانية تأتي في وقت تتواصل فيه الدعوات الدولية لاحترام وقف إطلاق النار، إلا أن إسرائيل تمعن في خرق الاتفاق لتحقيق أهداف عسكرية كانت قد فشلت في تحقيقها خلال المعارك.
ميدانياً، تبدو رسالة الاحتلال واضحة: استغلال أي فرصة لتوسيع نفوذه على حساب سيادة لبنان وأمان سكانه، في تحدٍ سافر للأعراف والمواثيق الدولية.
المصدر: مراسل المنار