تتعرض النساء والأطفال في غزة ولبنان لوحشية الاحتلال الإسرائيلي بشكل متزايد وصادم. في تقرير صارخ ومؤلم، صرّحت المقررة الأممية لمكافحة العنف ضد النساء بأن النساء في غزة يتعرضن لمعاملة غير إنسانية ومهينة، تشكل اعتداءً على كرامتهن وحقوقهن الإنسانية. إذ تشير الإحصائيات إلى أن 70% من ضحايا القصف الإسرائيلي في غزة هم من النساء والأطفال، مما يضع حياة الفئات الأضعف في المجتمع على خط النار بشكل مباشر.
وتأتي التقارير لتؤكد أن أصغر الضحايا طفل رضيع لم يتجاوز عمره اليوم الواحد، قُتل تحت القصف مع أسرته في منزله. الأرقام المفزعة تشير إلى أن 94% من الضحايا في غزة قتلوا في منازلهم، دون أن تتخذ “إسرائيل” أي احتياطات لحماية أرواح المدنيين، بل على العكس، تم استهدافهم عمدًا في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنساني.
إن إسرائيل، دون رادع أو مساءلة، مستمرة في هذه الجرائم، متجاهلةً كل النداءات الدولية والأصوات المطالبة بوضع حد لهذه الوحشية. كما أن الوضع في لبنان ليس بمعزل عن تلك الجرائم، حيث تتكرر المشاهد ذاتها من نزوح، وتدمير، واستهداف للمدنيين. يضاف إلى ذلك الاستهداف الممنهج للنساء الحوامل، اللواتي قُتل بعضهن أثناء النزوح، في مشهد يعكس الإبادة الجماعية التي تستهدف كل ما ينبض بالحياة.
ولا تتوقف المأساة عند ذلك الحد، بل تمتد لتشمل ما هو أكثر وحشية. فالنساء الحوامل يُجبرن على الولادة في ظروف غير إنسانية، دون تخدير، بعد أن دُمّر جزء كبير من البنية التحتية للقطاع الطبي. هذه المشاهد تضاف إلى سجل الاحتلال الأسود من انتهاكات الحقوق، مما يدعو المجتمع الدولي للتحرك العاجل لمحاسبة المسؤولين ومنع استمرار هذه الجرائم الممنهجة.
إن معاناة النساء والأطفال في غزة ولبنان ليست مجرد أرقام أو قصص، بل هي نداء مستمر للعدالة، ورفض صريح للسماح بمرور هذه الجرائم دون عقاب.
مكاريو٢١